شهدت العاصمة النمساوية فيينا، مساء السبت، واحدة من أضخم التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين منذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، حيث خرج أكثر من 3 آلاف شخص إلى الشوارع، للتنديد بالهجوم العسكري الإسرائيلي، واصفين إياه بأنه "إبادة جماعية"، بحسب الشرطة النمساوية.
وجاءت التظاهرة بدعوة من الجالية الفلسطينية في النمسا، وبدعم لافت من منظمة العفو الدولية، ما منحها زخماً إضافياً على صعيد المشاركة والرمزية الحقوقية.
واعتبر مراقبون أن حجم المشاركة فاق التوقعات، مقارنة بالتحركات الاحتجاجية السابقة في البلاد، حيث لوحظ تزايد الحضور من مختلف الجنسيات الأوروبية، إلى جانب عرب ومسلمين مقيمين في النمسا.
رفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات ضخمة حملت شعارات مثل: "أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"عقوبات على إسرائيل"، و"العدالة لفلسطين".
وردد المشاركون هتافات دعت الحكومة النمساوية والاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف أكثر وضوحاً وحزماً ضد ما وصفوه بـ"الجرائم المستمرة" في غزة.
وقال المنظمون في بيان لهم: "إن الدول التي لا تفرض عقوبات على إسرائيل تُعتبر متواطئة في الإبادة الجماعية، من خلال استمرار تعاونها الاقتصادي والعسكري معها".
ورغم اتساع رقعة الاحتجاج، لم تصدر الحكومة النمساوية حتى الآن موقفاً جديداً بشأن سياساتها تجاه الحرب على غزة، حيث تلتزم فيينا بالخط العام للاتحاد الأوروبي الذي يركز على الدعوة إلى التهدئة وتسهيل المساعدات الإنسانية، دون فرض عقوبات مباشرة على إسرائيل.
هذا التباين بين الموقف الرسمي والتحركات الشعبية يعكس فجوة متنامية داخل أوروبا، حيث تتزايد الضغوط على الحكومات لاتخاذ إجراءات عملية، خصوصاً بعد صدور تقارير أممية ومنظمات حقوقية تحذر من "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في القطاع.
يذكر أن الاحتجاجات في فيينا جاءت متزامنة مع مظاهرات مشابهة في برلين، باريس، ولندن، حيث خرج عشرات الآلاف في الأيام الأخيرة للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين، والمطالبة بوقف الهجمات العسكرية فوراً.
وتعد مظاهرة فيينا جزءاً من مشهد احتجاجي أوروبي آخذ في التوسع، يعكس تزايد الغضب الشعبي من استمرار الحرب في غزة.
ومع تكرار هذه التحركات واتساعها، يبدو أن الضغط الشعبي على الحكومات الأوروبية سيتصاعد في الأسابيع المقبلة، لاسيما مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.