الشام الجديد

إعلام عبري: نتنياهو يعقد اجتماعًا حاسمًا غداً لبحث المفاوضات مع سوريا

السبت 20 سبتمبر 2025 - 10:42 م
كتب- كريم الزعفراني
الأمصار

أفادت القناة 12 العبرية، مساء السبت، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يستعد لعقد اجتماع مهم يوم غدٍ لمناقشة مسار المفاوضات مع سوريا. 

 

من ناحية أخرى، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة، موقف بلاده الرافض لتسليم إسرائيل النقش الأثري المعروف باسم نقش سلوان أو نقش شيلواح، مؤكداً أن القطعة الأثرية تمثل "أمانة الأجداد"، وأن تركيا "لن تعطي حتى حصاة واحدة تعود للقدس الشريف".

 

ويعود تاريخ النقش إلى نحو 2700 عام، وقد اكتشف عام 1880 في نفق سلوان المائي تحت مدينة القدس، إبان الحقبة العثمانية، قبل أن ينقل إلى إسطنبول، حيث يعرض حالياً في متحف إسطنبول للآثار.

اتهامات متبادلة بين أنقرة وتل أبيب

أردوغان اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"إثارة الكراهية" تجاه تركيا بسبب تمسكها بالنقش، مشيراً إلى أن القدس "شرف وكرامة وعزة للمسلمين وللإنسانية جمعاء".
وجاءت تصريحاته رداً على تصريحات نتنياهو التي أثارت الجدل مجدداً حول النقش، بعد أن كشف أنه حاول عام 1998 التفاوض مع أنقرة من أجل استعادته، لكن محاولاته باءت بالفشل.

محاولة إسرائيلية فاشلة عام 1998

 

نتنياهو أوضح أنه عرض على رئيس الوزراء التركي آنذاك، مسعود يلماظ، صفقة تبادل تشمل آلاف القطع الأثرية العثمانية الموجودة في المتاحف الإسرائيلية مقابل تسلم النقش، إلا أن العرض قوبل بالرفض.
ونقل نتنياهو عن يلماظ قوله إن مثل هذه الخطوة "قد تثير غضب الدوائر الإسلامية الناشئة بقيادة أردوغان في إسطنبول"، وهو ما جعله يرفض المقترح رغم العروض المغرية.

أهمية النقش لإسرائيل

تعتبر إسرائيل نقش سلوان واحداً من أهم الأدلة الأثرية على الوجود اليهودي في القدس. 

وقد وصفه نتنياهو بأنه "اكتشاف بالغ الأهمية بعد مخطوطات البحر الميت"، مضيفاً أن النقش يروي تفاصيل تاريخية تؤكد بحسب وجهة النظر الإسرائيلية عمق الجذور اليهودية في المدينة المقدسة.

 

خلفية تاريخية

النقش عبارة عن لوح من الحجر الجيري، كتبت عليه نصوص توثق كيفية حفر القناة المائية في القدس القديمة. 

وقد عثر عليه في أواخر القرن التاسع عشر حين كانت القدس جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، ونُقل في حينه إلى القسطنطينية (إسطنبول حالياً)، ليظل منذ ذلك الوقت محفوظاً ضمن مقتنيات المتحف العثماني للآثار.

توتر سياسي 

الخلاف بشأن النقش الأثري يتزامن مع توتر متزايد في العلاقات (التركية-الإسرائيلية) على خلفية الحرب في غزة، حيث صعد أردوغان من لهجته ضد إسرائيل، مؤكداً أن بلاده لن تتراجع عن حقوق المسلمين في القدس الشرقية، فيما تواصل تل أبيب التشديد على "حقها التاريخي" في المدينة.

نزاع يتجاوز الآثار

ويرى مراقبون أن الجدل حول النقش لا يقتصر على كونه خلافاً ثقافياً أو أثرياً، بل يعكس صراعاً أوسع على الهوية والسيادة في القدس، حيث يتمسك كل طرف بروايته التاريخية ويستخدم الأدلة الأثرية لتأكيدها. 

وبينما تصر تركيا على بقاء النقش في إسطنبول باعتباره جزءاً من الإرث العثماني، تواصل إسرائيل مطالباتها باعتباره دليلاً مادياً على تاريخها في المدينة.