تحولت شوارع إسرائيل، ليلة السبت، إلى ساحات غضب واحتجاج غير مسبوقة، بعدما لبت الحشود نداء عائلات المخطوفين، في مشهد وصفته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأنه قد يكون الليلة الأخيرة قبل انفجار أكبر.
بداية الشرارة جاءت عقب إخلاء المخيم الاحتجاجي قرب منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، لتندلع على إثره موجة مظاهرات اجتاحت مختلف المدن.
ففي تل أبيب، احتشد الآلاف في ساحة "هاتوفيم"، بينما امتلأت ساحة باريس بالقدس بالمتظاهرين الغاضبين.
أما في مفترق كركور، فقد وقف المئات مطالبين باتفاق عاجل لإنقاذ الرهائن.
في مدينة حيفا، اجتاحت جموع المتظاهرين الشوارع وصولاً إلى مفترق "حوريف"، رافعين الهتافات التي تدعو لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن "أحياء أو أموات".
وخلال خطاب صاخب، شن القائد السابق للأسطول الثالث عشر في الجيش الإسرائيلي، ران غلينكا، هجوماً لاذعاً على نتنياهو قائلاً: "لا أثق بك. لست رجل أمن ولا رجل اقتصاد، أنت كاذب متعجرف، وربما لا يهمك موت عشرين شخصاً آخرين طالما تستطيع تفادي المسؤولية".
وفي كفار سابا، أغلق المحتجون الطرق المؤدية إلى احتفال رسمي بمناسبة رأس السنة العبرية شارك فيه وزراء من حزب الليكود، في رسالة احتجاجية على التعيين المرتقب لـ ديفيد زيني رئيساً لجهاز الأمن العام (الشاباك).
المتظاهرون هتفوا: "لن تحتفلوا بينما الدولة تنهار"، محذرين من أن التعيين قد يزج بالجهاز الأمني نحو الانهيار، ويضع "مفاتيح أمان البلاد" في أيدي شخصيات "مخلصة لكن خطيرة"، بلا رقابة أو محاسبة.
تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد التوتر بين الشارع الإسرائيلي وحكومة نتنياهو، حيث يرى المحتجون أن استمرار الحرب وتجاهل ملف الرهائن يعكس أزمة ثقة عميقة في القيادة السياسية والأمنية للبلاد.
يرى محللون أن هذه الموجة من الاحتجاجات لا تعكس فقط غضب عائلات الرهائن، بل تكشف عن شرخ متعمق في المجتمع الإسرائيلي بين حكومة نتنياهو وقطاعات واسعة من الجمهور.
بينما يطالب الشارع بإنهاء الحرب والتوصل إلى صفقة لإعادة الأسرى، تتمسك القيادة بخيارات عسكرية وسياسية مثيرة للجدل.
ويخشى مراقبون أن استمرار هذا الانقسام، إلى جانب تصاعد حدة الخطاب ضد نتنياهو، قد يدفع البلاد نحو أزمة سياسية وأمنية خانقة في الأسابيع المقبلة.