الشام الجديد

تصعيد بين الجيش السوري و"قسد" شمال حلب.. الشرع يحذر من تدخل تركي

السبت 20 سبتمبر 2025 - 09:08 م
خلود مجدي
الأمصار

شهد شمال سوريا تصعيداً جديداً، اليوم السبت، بعدما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أنها تمكنت من إيقاع "إصابات مؤكدة" في صفوف الجيش السوري، عقب هجوم بطائرة مسيرة استهدفت إحدى نقاطها في ريف حلب الشرقي. 

وعلى الرغم من أن الضربة لم تُسفر عن خسائر مباشرة، إلا أن الرد السريع لـ"قسد" وما تبعه من بيانات متبادلة أعاد إلى الواجهة ملف العلاقة المعقدة بين دمشق والقوة الكردية المدعومة من التحالف الدولي.

هجوم محدود يكشف هشاشة التفاهمات

وفقاً لبيان "قسد"، فإن الطائرة المسيرة التابعة للجيش السوري استهدفت موقعاً في منطقة دير حافر، من دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، وهو ما دفع القوات الكردية إلى تنفيذ ضربات "دقيقة" على مصادر النيران، أجبرت الطرف المقابل على التراجع.
هذه الحادثة، وإن بدت محدودة من حيث حجم الخسائر، تكشف هشاشة التفاهمات الميدانية بين الجانبين، وتعكس غياب الثقة بين دمشق و"قسد" في ظل المساعي المستمرة لدمج الأخيرة ضمن المنظومة العسكرية السورية.

الشرع: الاندماج أو التدخل التركي

الرئيس السوري أحمد الشرع حذر بشكل مباشر من أن فشل مسار دمج "قسد" قبل نهاية العام سيمنح تركيا المبرر للتحرك عسكرياً شمال البلاد. 

الشرع شدد على أن بعض الأجنحة داخل "قسد" وحزب العمال الكردستاني تعرقل الاتفاقات، رافضاً مطالب اللامركزية التي تراها دمشق "غطاءً لنزعة انفصالية".
تصريحات الشرع تكشف حجم الضغط السياسي الذي تمارسه الحكومة السورية على "قسد"، حيث يجري ربط ملف الاندماج ليس فقط بالسيادة الداخلية، بل أيضاً بمستقبل التدخلات التركية.

تركيا  على وشك نفاد صبرها

أنقرة، التي أوقفت أكثر من مرة عمليات عسكرية واسعة استجابة للجهود السورية والوساطات الإقليمية، تبدو على وشك نفاد صبرها. 

الشرع لمح بوضوح إلى أن تركيا قد تتحرك مع نهاية العام إذا لم يتم دمج "قسد"، ما يعني أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار التوازنات شمال سوريا.
من وجهة نظر تركية، استمرار "قسد" بشكلها الحالي، وتجاهلها دعوات سابقة من عبد الله أوجلان لحل نفسها، يمثل تهديداً مزدوجاً للأمن القومي التركي وللاستقرار في العراق أيضاً.