قدمت دولة قطر رسالة رسمية إلى رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، أعربت فيها عن احتجاجها الشديد على الاعتداء المسلح الذي شنته إسرائيل على العاصمة القطرية الدوحة يوم 9 سبتمبر 2025.
وأوضحت الرسالة أن الهجوم استهدف مقرات سكنية لعدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في منطقة كتارا، وأسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في انتهاك واضح وصريح لسيادة قطر ولقواعد القانون الدولي.
وأكدت الدوحة أن هذا الاعتداء لا يشكل مجرد عمل عدائي ضد دولة ذات سيادة، بل يمثل أيضًا خرقًا صارخًا لأحكام اتفاقية شيكاغو للطيران المدني الدولي، التي تعد مرجعية أساسية لضمان سلامة الطيران وحماية المجال الجوي للدول.
وأشارت قطر إلى أنها تحتفظ بكافة حقوقها القانونية لاتخاذ ما تراه مناسبًا من إجراءات دبلوماسية أو قضائية للدفاع عن سيادتها وحماية مواطنيها والمقيمين على أراضيها.
وقام بتسليم الرسالة عيسى عبدالله المالكي، المندوب الدائم لدولة قطر لدى منظمة الطيران المدني الدولي، في خطوة تؤكد حرص الدوحة على تدويل القضية، ووضع المؤسسات الأممية أمام مسؤولياتها في مواجهة مثل هذه الانتهاكات التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي ضد الدوحة في سياق التوترات الإقليمية المتزايدة، حيث رأت قطر أن استهداف أراضيها يعكس سياسة خطيرة تتجاوز حدود الصراع مع الفلسطينيين إلى تهديد مباشر لاستقرار المنطقة.
واعتبر مراقبون أن استهداف وفد حماس المفاوض في قطر يحمل رسالة سياسية خطيرة، تهدف إسرائيل من خلالها إلى عرقلة أي جهود للوساطة أو التفاوض تنطلق من الدوحة.
كما شددت قطر على أن الاعتداء الأخير يمثل سابقة خطيرة في العلاقات الدولية، إذ ينطوي على تهديد مباشر للأمن المدني وسلامة الطيران الدولي، ما يستوجب موقفًا جماعيًا من المجتمع الدولي لإدانته ومنع تكراره.
ويُنتظر أن تعكس الخطوة القطرية ضغوطًا جديدة على إسرائيل داخل أروقة المنظمات الدولية، خصوصًا مع تزايد الدعوات العربية والدولية لوقف الانتهاكات واحترام سيادة الدول.