شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، حدثاً استثنائياً مع رفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني علم بلاده فوق مبنى السفارة السورية، في خطوة رمزية تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية واسعة.
وتأتي هذه الخطوة على هامش الزيارة التي يقوم بها الشيباني إلى الولايات المتحدة، وهي الأولى لوزير خارجية سوري منذ ما يقارب ربع قرن.
وفي كلمته خلال المراسم، شدد الشيباني على أن دمشق تتطلع إلى رفع جميع العقوبات المفروضة عليها، بما في ذلك قانون "قيصر"، معتبراً أن استمرار هذه العقوبات يعرقل جهود إعادة الإعمار وعودة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي.
وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار "فتح صفحة جديدة" من العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الشيباني سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية حول ملفات متعددة، أبرزها رفع العقوبات الاقتصادية المتبقية، والتفاهمات الأمنية المطروحة مع إسرائيل.
وأشارت شبكة CBS الأمريكية إلى أن هناك ترتيبات لعقد لقاء مباشر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره السوري أحمد الشرع، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة في نيويورك.
وأكدت وزارة الخارجية السورية أن الرئيس أحمد الشرع سيشارك في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد بين 22 و30 سبتمبر المقبل.
وسيكون بذلك أول رئيس سوري يشارك في أسبوع الجمعية العامة رفيع المستوى، وأول من يلقي كلمة أمام المنظمة الدولية منذ كلمة الرئيس السوري الراحل نور الدين الأتاسي عام 1967.
يذكر أن الشرع كان قد التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 14 مايو الماضي بالسعودية، في اجتماع اعتبر بداية لكسر الجمود بين دمشق وواشنطن.
كما زار باريس قبل أسابيع قليلة من ذلك، حيث استقبله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤشر على اهتمام أوروبي متزايد بإعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق.
رغم الأجواء الإيجابية، تبقى هناك تحديات عديدة، أبرزها موقف الكونغرس الأمريكي من مسألة رفع العقوبات، وضغوط جماعات الضغط المرتبطة بالملف السوري.
كما أن القضايا الإنسانية وملف حقوق الإنسان ما زالت تشكل نقاط خلافية قد تعرقل أي تقارب شامل في المدى القريب.