العراق

العراق يكتشف أكبر ثور مجنح آشوري داخل قصر آشورحدون في الموصل

الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 08:43 م
مصطفى سيد
الأمصار

أعلن وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي أحمد فكاك البدراني (العراق)، اليوم الجمعة، عن اكتشاف أثري ضخم وصفه بأنه "الأكبر في تاريخ الدولة الآشورية"، يتمثل في العثور على ثور مجنح بارتفاع يناهز 6 أمتار داخل القاعة الملكية لقصر الملك آشورحدون، الواقع خلف جامع النبي يونس في مدينة الموصل.

وقال البدراني في تصريح لـ وكالة الأنباء العراقية (واع) إن "فرق التنقيب التابعة للوزارة نجحت في اكتشاف أكبر ثور مجنح آشوري معروف حتى الآن، وهو اكتشاف استثنائي له قيمة أثرية وتاريخية كبرى، إذ يؤشر إلى عظمة العمارة والفن الآشوريين". 

وأوضح أن "أعمال التنقيب الجارية لم تتوقف عند هذا الاكتشاف، بل كشفت عن وجود نسخ أصغر حجماً للثور المجنح، إلى جانب تحديد معالم قاعة العرش، التي تعد من أبرز المكونات في تاريخ الملوك الآشوريين".

وأشار الوزير إلى أن القصر الملكي يتألف من قاعات متجاورة تنتهي بقاعة العرش، وتزين مداخله نسختان من الثور المجنح عند كل بوابة، وهو ما يعكس الرمزية الدينية والسياسية التي كان يتمتع بها هذا الرمز في الحضارة الآشورية.

من جانبه، ذكر مدير مفتشية آثار وتراث نينوى رويد موفق (العراق) أن "أحد الثيران المجنحة كان قد عُثر عليه في تسعينيات القرن الماضي في الجهة اليسرى من القصر، بينما جاء الاكتشاف الجديد ليكمل المشهد الأثري عبر العثور على الثور المجنح الثاني".

 وأضاف أن هذا التطور سيُعزز من مكانة الموقع التاريخي على خريطة السياحة العالمية، مشيراً إلى أن "الهيئة العامة للآثار، وبالتعاون مع جامعة هايدنبورغ الألمانية (ألمانيا) ووزارة الثقافة العراقية، تخطط لاستثمار الموقع من خلال إنشاء متحف مفتوح للزوار يربط بين الآثار الآشورية والتراث الإسلامي المتمثل في جامع النبي يونس".

وفي السياق ذاته، أكد خبير الآثار بيتر نيكولاس من جامعة هايدنبورغ (ألمانيا) أن فرق التنقيب اكتشفت أيضاً مجموعة من الرقم الطينية المنقوشة التي تضمنت نصوصاً لعدد من أبرز ملوك الدولة الآشورية، مثل سنحاريب وآشورحدون وآشور بانيبال، إضافة إلى لقى أثرية صغيرة تُظهر غنائم حرب جلبها الآشوريون من مناطق مختلفة، بينها مصر وبلاد الشام.

ويُتوقع أن يسهم هذا الاكتشاف في تعزيز مكانة الموصل كأحد أهم المراكز التاريخية في العراق والمنطقة، إلى جانب فتح آفاق جديدة للبحث العلمي والتعاون الدولي في مجال الآثار، ما يعيد تسليط الضوء على الإرث الحضاري للحضارة الآشورية التي شكّلت إحدى أعظم الإمبراطوريات في التاريخ القديم.