أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إعادة إغلاق شارع صلاح الدين، الشريان الرئيسي الرابط بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وذلك بعد أن فتحه بشكل مؤقت الأربعاء الماضي بهدف تسريع عملية نزوح الفلسطينيين من شمال القطاع، رغم تحذيرات حقوقية من خطورة الأوضاع الأمنية في محيط الطريق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، إن "الطريق بات مغلقًا أمام الانتقال جنوبًا"، مشيرًا إلى أن الخيار الوحيد المتاح للتنقل سيكون عبر شارع الرشيد الساحلي، الذي يربط شمال القطاع بجنوبه أيضًا.
وأكد شهود عيان لوكالة الأناضول التركية أن الطريق شهد أوضاعًا أمنية بالغة الخطورة، حالت دون تمكن المدنيين الفلسطينيين من استخدامه للنزوح نحو الجنوب، وسط استمرار القصف الإسرائيلي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء عن "فتح مسار مؤقت عبر شارع صلاح الدين" لمدة 48 ساعة فقط، انتهت ظهر اليوم الجمعة، غير أن سكان القطاع وصفوا المرور عبره بأنه محفوف بالمخاطر نتيجة الاستهدافات المتكررة.
يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال تكثيف عملياته العسكرية داخل مدينة غزة ومحيطها، متبعًا سياسة تفجير الأبراج السكنية والعمارات، في محاولة لإجبار آلاف الفلسطينيين على النزوح جنوبًا. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ حاليًا عملية برية موسعة أطلق عليها اسم "عربات جدعون 2"، بمشاركة فرق عسكرية نظامية واحتياطية، بعد عملية "عربات جدعون 1" التي جرت بين 16 مايو و6 أغسطس الماضيين.
وتشمل العملية الحالية اقتحامات لأحياء مدينة غزة مثل الشجاعية والتفاح والزيتون، باستخدام الروبوتات المفخخة والقصف المدفعي وإطلاق النار العشوائي، ما تسبب في موجات تهجير قسري واسعة.
وتتهم منظمات حقوقية دولية إسرائيل، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، بارتكاب جرائم إبادة جماعية منذ السابع من أكتوبر 2023 في قطاع غزة، حيث بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن نحو 65 ألفًا و174 شهيدًا، وأكثر من 166 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة مئات المدنيين جراء المجاعة.