أحداث خاصة

إيران تتراجع عن قرار حظر الهجمات على منشآتها النووية

الجمعة 19 سبتمبر 2025 - 06:16 ص
مصطفى عبد الكريم
إيران
إيران

في خطوة مُفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات على الساحة الدولية، أعلنت «إيران» تراجعها عن مشروع قرار يهدف إلى «حظر الهجمات على منشآتها النووية»، مما يفتح الباب أمام مزيد من التوترات حول برنامجها النووي وموقعها في المنظومة الدولية.

وفي هذا الصدد، قررت «إيران»، سحب مشروع قرار يحظر الهجمات على المنشآت النووية كانت قد طرحته للتصويت بالاشتراك مع «الصين وروسيا» ودول أخرى أمام الاجتماع السنوي للدول الأعضاء بوكالة الطاقة الذرية.

ضغط أمريكي على إيران

ويأتي سحب القرار بينما بدأ حلفاء الولايات المتحدة العد التنازلي لإعادة فرض عقوبات أُممية على إيران بسبب برنامجها النووي.

وفي كلمة أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت متأخر من يوم الخميس، أعلن سفير إيران لدى الأمم المتحدة، «رضا نجفي»، أن طهران ومن منطلق روح حسن النية والانخراط البناء، وبناء على طلب عدد من الدول الأعضاء، قررت تأجيل النظر في مشروع القرار إلى مؤتمر العام المقبل.

تدخل أمريكي لمنع القرار

وقال دبلوماسيون غربيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مداولات داخلية، إن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا مُكثفة خلف الكواليس لمنع اعتماد القرار.

وأضافوا، أن واشنطن أثارت احتمال تقليص التمويل المقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا ما تم تبني القرار وإذا ما تحركت الوكالة لتقييد حقوق إسرائيل داخلها.

مشروع قرار إيراني دولي

وكانت إيران قد أعلنت أنها قدمت بالتعاون مع روسيا والصين ودول أخرى، مشروع قرار إلى المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي على حظر جميع أشكال الهجوم أوالتهديد بالهجوم على المواقع والمنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة.

يُذكر أنه وفي عام 1981 تم تعليق تقديم المساعدة لإسرائيل في إطار برنامج المساعدة التقنية التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية نتيجة هجوم إسرائيلي على مفاعل نووي في العراق. وأُدين ذلك الهجوم بشدة آنذاك في قرارات صدرت عن مجلس الأمن الدولي، والمؤتمر العام للوكالة، ومجلس محافظي الوكالة.

إيران تنتقد البيان الأمريكي حول الأحداث الداخلية وتعتبره تدخلاً وخداعًا

على جانب آخر، في سياق التوتر المتصاعد بين «إيران والولايات المتحدة»، جاءت التصريحات الإيرانية الأخيرة لتُؤكّد على عُمق الخلاف بين البلدين. فبعد البيان الأمريكي حول «الأوضاع الداخلية في إيران»، خرجت طهران لتصفه بـ«التدخل السافر والخداع»، مما يعكس حجم القطيعة الدبلوماسية والتصعيد في العلاقات بين الطرفين.

إيران تُندد بالتدخل الأمريكي

وفي هذا الصدد، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، بيانًا لنظيرتها الأمريكية صدر بذريعة ذكرى اضطرابات شهدتها إيران قبل (3) أعوام مُعتبرة إياه مثالًا واضحًا على «التدخل العدواني والإجرامي بشؤونها الداخلية».

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، بيانا للخارجية الإيرانية جاء فيه: "تدين وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بيان وزارة الخارجية الأمريكية، المليء بالنفاق والخداع والوقاحة، بذريعة ذكرى الاضطرابات التي شهدتها البلاد قبل 3 أعوام، وتعتبره مثالا واضحا على التدخل الأمريكي العدواني والإجرامي في الشؤون الداخلية الإيرانية".

وأضاف البيان: "لا يمكن لأي إيراني عاقل ووطني أن يصدق ادعاءات الصداقة والتعاطف التي يطلقها نظامٌ له تاريخٌ طويلٌ في التدخل في الشؤون الإيرانية وارتكاب جرائمَ متنوعةٍ ضد الإيرانيين وآخرها التواطؤ مع الكيان الصهيوني في مهاجمة المنشآت النووية وقتل العلماء الإيرانيين وأعضاء الحرس الثوري والنساء والأطفال خلال الهجوم الإجرامي في يونيو الماضي".

إيران تُهاجم دعم أمريكا لإسرائيل

وتابع البيان: "أمريكا بصفتها أكبر داعمٍ للكيان الصهيوني المحتل والمجرم، الذي قتل أكثر من 65 ألف شخصٍ بريء (في غزة)، معظمهم من النساء والأطفال، في أقل من عامين فقط، وبصفتها دولة تُعدّ العنصرية والتمييز العنصري جزءا من ثقافتها الحاكمة والسياسية، فانها لا تملك أي أهلية للتعليق على المفاهيم السامية لحقوق الإنسان".

واختتمت الخارجية الإيرانية بالقول: إن "الشعب الإيراني الواعي وثاقب النظر يُقيّم ادعاءات الساسة الأمريكيين بشأن حقوق الإنسان في ضوء ممارساتهم المخادعة والإجرامية في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة غرب آسيا، ولن ينسى أو يغفر أبدا الجرائم الوحشية والتدخلات غير القانونية والمستمرة للجهاز الحاكم الأمريكي ضد بلدنا".

ويوم الثلاثاء، أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، بمناسبة "الذكرى الثالثة لمقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني"، مشيرة إلى أن "اسمها لن ينسى أبدا، وأن مقتلها، إلى جانب كثيرين آخرين، يمثل لائحة اتهام حاسمة ضد"، ماوصفته بـ"جرائم طهران بحق الإنسانية".

البيان الأمريكي

وذكر البيان، أن "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب الإيراني في سعيه للكرامة وحياة أفضل"، مؤكدة "استمرار ممارسة أقصى الضغوط على نظام طهران لمحاسبته على جرائمه بحق شعبه وجيرانه".

واختتم البيان بالقول إن "الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها للتأكد من أن الانتهاكات التي ارتكبت تُحاسب، مع التركيز على حقوق الإنسان والعدالة، وضغوط دبلوماسية مستمرة على طهران".

إيران ترفع مستوى التهديد: «كل السيناريوهات مطروحة في مواجهة إسرائيل»

من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أطلقت «إيران» تحذيرًا عالي النبرة عبر مستشار المرشد الأعلى، «اللواء رحيم صفوي»، مُلمّحة إلى أن المواجهة مع «إسرائيل» قد لا تكون بعيدة، وأن الاستعدادات تشمل سيناريوهات مُتعددة، ما يعكس تصعيدًا واضحًا في خطاب طهران السياسي والعسكري.