وسط تصاعد موجة العنف والدمار في «قطاع غزة»، وجّهت حركة «حماس»، اتهامات حادة للولايات المتحدة، مُعتبرة أن استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي «يُمثّل مشاركة فعلية في مُعاناة الشعب الفلسطيني وإبادة مدنييه».
وانتقدت «حماس» في بيان، مساء يوم الخميس، عرقلة «الولايات المتحدة» مُجددًا مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وتسهيل إيصال المساعدات والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
وقالت الحركة: إن «استخدام الإدارة الأمريكية حق النقض (الفيتو) لإفشال مشروع قرار أممي في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يُمثّل تواطؤا سافرا وشراكة كاملة في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا الفلسطيني».
وأضافت: أن «الفيتو ضوء أخضر لاستمرار جرائم القتل والتجويع والهجوم الإجرامي المتوحش على مدينة غزة».
وثمّنت في المقابل موقف الدول العشر التي تقدمت بمشروع القرار لمجلس الأمن، ودعتها وكافة الدول والهيئات الدولية إلى مواصلة الضغط على حكومة نتنياهو لوقف عدوانه ومنع استمرار جريمة الإبادة الجماعية الموثقة أُممًيا. كما دعت لضمان محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية.
بهذه الاتهامات القوية، تتصاعد حدة التوتر بين «حماس والولايات المتحدة»، وسط دعوات مُتزايدة لإعادة النظر في السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
بين أنقاض البيوت المُنهارة وامتلاء المستشفيات بالضحايا، كانت الآمال مُعلّقة على قرار أُممي يُوقف نزيف الدم في «قطاع غزة»، إلا أن «أمريكا» وقفت مرة أخرى حجر عثرة أمام تلك المساعي الإنسانية.
وفي هذا الصدد، عرقلت «الولايات المتحدة»، يوم الخميس، مُجددًا مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل إيصال المساعدات والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين.
وطالب القرار، الذي صاغه الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس بـ«وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم في غزة»، وأكد مُجددًا الدعوات للإفراج الفوري عن جميع الأسرى الذين لا تزال حركة «حماس» تحتجزهم.
بالإضافة إلى ذلك، حث القرار إسرائيل على رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وضمان توزيعها دون عوائق على المدنيين.
وخلافًا للفيتو الأمريكي، صوّت أعضاء مجلس الأمن الأربعة عشر الآخرون لصالح القرار.
وفي ظل استمرار التصعيد وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، تبقى آمال المدنيين مُعلّقة على تحرّك دولي حقيقي يتجاوز العرقلة السياسية ويضع حياة الأبرياء في المقام الأول.
تتواصل «مآسي غزة» في ظل الحصار والاحتلال، حيث راح (99) فلسطينيًا ضحية يوم دام جديد من العنف. في الوقت الذي يُعاني فيه أهالي القطاع من النقص الحاد في الغذاء والدواء، لا تتوقف« آلة الحرب الإسرائيلية» عن طحن المزيد من الأبرياء في هذا الصراع المُستمر منذ عقود.