شهدت الأيام الأخيرة موجة واسعة من التنديد الدولي بعد إعلان توسيع قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها على قطاع غزة ودخولها مرحلة برية خطيرة، ما أدى إلى نزوح جماعي ومجازر استهدفت المدنيين في القطاع.
تقرير مستقل للأمم المتحدة أكد أن الأفعال الميدانية في غزة ترقى إلى مستوى الجرائم بحق الإنسانية، وقد تشكل إبادة جماعية، وهو ما يضاعف المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الوضع بأنه غير مقبول أخلاقيًا وسياسيًا وقانونيًا، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الحاسم لوقف التصعيد والحيلولة دون كارثة إنسانية أوسع، مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق.
في الوقت نفسه، حذرت الدول العربية من خطورة استمرار النهج الإسرائيلي الدموي ضد سكان غزة، مؤكدة على ضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية لحماية المدنيين.
البرلمان العربي دعا إلى تحركات دولية عاجلة لإنقاذ المدنيين، فيما نشطت تحركات دبلوماسية تطالب بمنع سياسات التهجير واستخدام الإجراءات القانونية والدولية ضد إسرائيل.
وعلى الصعيد الأوروبي، لوّحت المفوضية الأوروبية بورقة فرض عقوبات محتملة على إسرائيل وتجميد امتيازاتها التجارية، وهو ما يمثل تحوّلًا في لهجة الاتحاد الأوروبي من الإدانات الكلامية إلى خطوات عملية.
رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين أكدت أن الأحداث المروعة في غزة يجب أن تتوقف فورًا.
الخارجية الفرنسية جددت رفضها لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية، بينما شدد الملك فيليب السادس ملك إسبانيا خلال لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق.
كما حذرت كندا من تفاقم الكارثة الإنسانية وتعريض فرص إطلاق سراح المحتجزين للخطر، وطالبت إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي.
منظمات حقوقية دولية مستقلة وغير مستقلة دعت إلى إجراء تحقيقات موسعة ومحاكمات محتملة أمام هيئات دولية، مشيرة إلى دلائل على استهداف ممنهج للبنى التحتية المدنية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
مع استمرار العمليات، تتباين مواقف المجتمع الدولي بين دعوات لوقف فوري للحملة العسكرية ومقترحات لفرض عقوبات سياسية واقتصادية على إسرائيل، مما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة هذه الضغوط على خلق تحرك حاسم يضع حدًا لمعاناة المدنيين في غزة.
علق السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، على معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منتقدًا دول الغرب بسبب دعمها لأوكرانيا من خلال التنديد بانتهاكات روسيا للقانون الدولي، وإحجامها عن ذكر الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.
وتحدث السفير الفلسطيني في جنيف، في حضور أكثر من 40 سفيرا خلال مناسبة للوقوف دقيقة صمت على أرواح آلاف القتلى المدنيين في غزة، منذ بدء القصف الإسرائيلي قبل أكثر من شهر.
دعا مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة إبراهيم خريشة، الولايات المتحدة الأمريكية إلى وقف استخدام حق النقض "الفيتو" لحماية إسرائيل، قائلا إن ذلك يمنح إسرائيل القوة والفهم بأنها دولة فوق القانون وغير خاضعة للمساءلة.
وقال خريشة في تصريحات تليفزيونية"، إن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت أكثر من 45 قرار فيتو حتى الآن لحماية إسرائيل، مؤكدا أن ذلك هو ما أعطى إسرائيل القوة والفهم بأنها دولة فوق القانون وغير خاضعة للمساءلة.
