بينما تتسارع التوترات السياسية على مستوى العالم، تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس البرازيلي، «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا»، ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، حيث وجّه لولا انتقادًا شديدًا لترامب، مُطالبًا إياه بتغيير أسلوبه في التعامل مع الدول الأخرى. هذه التصريحات تفضح التباين العميق بين أسلوب قيادة الزعيمين، وتُظهر حالة من الفتور في العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة.
ودعا الرئيس البرازيلي، نظيره الأمريكي، إلى «الكف عن اعتبار نفسه إمبراطور العالم»، مُؤكّدًا ضرورة أن ينتهج أسلوبًا حضاريًا في الحوار مع الدول الأخرى.
وقال لولا دا سيلفا، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «ليست لديّ أي علاقة مع ترامب، لأنه عندما انتُخب لأول مرة لم أكن رئيسًا. كانت علاقاته مع الرئيس بولسونارو، وليس مع البرازيل».
وأضاف: «لم أحاول أبدا الاتصال بترامب لمناقشة الرسوم الأمريكية، لأنه لم يكن يُريد الحديث. لكنني مُستعد لتحيته عند لقائنا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المُقبل، غير أنه ينبغي ألا يعتبر نفسه إمبراطورًا للعالم».
وانتقد الرئيس البرازيلي الأسلوب الذي اتبعته إدارة ترامب في فرض الرسوم على السلع البرازيلية، قائلًا: إن واشنطن لم تتعامل مع بلاده بـ«طريقة حضارية»، إذ كان «ترامب» يُعلن عن قراراته عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من الحوار المباشر.
كما لفت لولا دا سيلفا إلى أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» مقارنة بترامب، نظرًا لأنهما يعرفان أحدهما الآخر منذ سنوات طويلة.
وردّ الرئيس البرازيلي على الاتهامات بأن بلاده تُُساعد روسيا في تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا من خلال شراء النفط الروسي، قائلا: «البرازيل لا تُموّل روسيا. نحن نشتري النفط لأننا بحاجة إليه، تمامًا كما تفعل الصين والهند وبريطانيا أو حتى الولايات المتحدة».
وكان قد وقّع ترامب أمرًا تنفيذيا في 30 يوليو الماضي، زاد بموجبه التعريفات الجمركية على المنتجات البرازيلية إلى (50%)، لكنه في الوقت نفسه أدخل قائمة تضم (700) استثناء في قطاعات استراتيجية مثل تصنيع الطائرات والطاقة والزراعة.
من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي، أنه إذا فرضت واشنطن رسومًا جمركية على السلع البرازيلية فلن يندم على ما لا يُمكن تغييره بل ستُركّز بلاده على إيجاد شركاء تجاريين آخرين.
في خطوة تُعبّر عن تحوّل جذري في سياسة «البرازيل» الخارجية، إذ أعلن الرئيس «لولا دا سيلفا»، أن بلاده أنهت مرحلة الاعتماد على «الولايات المتحدة»، في مُؤشر واضح على التوجه نحو شراكات عالمية مُتعددة وتحالفات جديدة بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية.
وفي هذا الصدد، صرّح الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بأن برازيليا تمكنت من تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وبناء روابط اقتصادية قوية مع معظم دول العالم.
وأشار إلى أن ذلك سيمكن الجمهورية من تجنب الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات البرازيلية.
ونقل عنه الموقع المحلي Brasil247 قوله: "اليوم البرازيل لم تعد معتمدة على الولايات المتحدة كما كانت في السابق. أصبحت للبرازيل الآن علاقات تجارية واسعة جدا مع العالم أجمع. من الناحية الاقتصادية لدينا إمكانيات أكبر بكثير".
وأوضح الرئيس أن البرازيل تدرك قيمة العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنها في نفس الوقت لا تنوي التنازل للإدارة الأمريكية في القضايا التي قد تمس السيادة الوطنية.
وأكد أن تهديدات واشنطن لن تجبر القيادة البرازيلية على التخلي عن البحث عن أدوات دفع بديلة مع شركاء مجموعة "بريكس". وقال لولا دا سيلفا: "لن أتخلى عن إيماني بضرورة إنشاء عملة بديلة حتى نتمكن من التجارة مع الدول الأخرى".
وسبق أن فرض البيت الأبيض رسوما بنسبة 50% على مجموعة من السلع البرازيلية. وقد وعد الرئيس البرازيلي بالرد بالمثل على إجراءات الولايات المتحدة، لكنه أعرب لاحقا عن أمله في أن تتمكن وفد البلاد برئاسة نائب الرئيس غيرالدو ألكمين من إعادة النظر في الرسوم عبر المفاوضات.
وفي وققت سابق، وجّه الرئيس البرازيلي، «لولا دا سيلفا»، انتقادًا صريحًا للرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، مُتّهمًا إياه بتجاوز دوره السياسي ومحاولة التصرف كأنه «إمبراطور العالم».