أصدرت رابطة العالم الإسلامي، ومقرها مكة المكرمة، بياناً شديد اللهجة يوم الأربعاء، حذّرت فيه من التداعيات الكارثية المترتبة على العمليات العسكرية العنيفة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مدينة غزة. وأكدت الرابطة أن الاجتياح المتصاعد يفاقم المأساة الإنسانية من خلال تكثيف القصف، وتوسيع رقعة الدمار، وإجبار مئات الآلاف من المدنيين على النزوح القسري.
وفي بيان رسمي، جدّد الأمين العام للرابطة ورئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، دعوته الملحّة إلى المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، من أجل الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية والقيام بتحرك عاجل لوقف الجرائم بحق المدنيين في غزة. وأشار العيسى إلى أن استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في ارتكاب المجازر يعكس تمادياً غير مسبوق في خرق القوانين والأعراف الدولية.
نداء عاجل لحماية المدنيين
شددت الرابطة على أن الوضع في غزة يقتضي وقفة إنسانية وسياسية حاسمة، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمصالح السياسية، مؤكدة أن حماية الأبرياء مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي. وحذرت من أن استمرار العمليات العسكرية بهذا الشكل قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع الإنسانية بشكل كامل، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويزيد من احتمالات اتساع رقعة الصراع.
اجتياح معلن وتصعيد مستمر
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن أمس الثلاثاء أن قواته بدأت عملية عسكرية متصاعدة في غزة، مؤكداً أن الجيش "وصل إلى مرحلة الحسم". وتزامن هذا الإعلان مع تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف أحياء مدينة غزة، في محاولة للسيطرة الكاملة على كبرى مدن القطاع.
ووفق تقارير ميدانية، تشهد غزة قصفاً متواصلاً أسفر عن وقوع مجازر يومية وسقوط أعداد متزايدة من الضحايا، فيما اضطر عشرات الآلاف من السكان للنزوح نحو مناطق الوسط والجنوب، وسط ظروف إنسانية قاسية ونقص حاد في المياه والغذاء والدواء.
دعوات للمجتمع الدولي
واختتمت رابطة العالم الإسلامي بيانها بالتأكيد على أن المأساة الجارية في غزة تتطلب موقفاً موحداً من الدول العربية والإسلامية، إلى جانب تحرك جاد من المجتمع الدولي، لوقف شلال الدم وحماية المدنيين من تصعيد قد تكون له تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الدوليين.