حوض النيل

صعود خفي لداعش في الصومال يهدد الاستقرار الإقليمي

الأربعاء 17 سبتمبر 2025 - 09:52 ص
هايدي سيد
الأمصار

رغم هزيمة تنظيم «داعش» في معاقله الرئيسية بسوريا والعراق، إلا أن التنظيم لم يختف، بل بدأ البحث عن ساحات جديدة لإعادة بناء نفوذه، واختار الصومال كمنطقة مناسبة بسبب الصراعات الداخلية والانقسامات العشائرية المستمرة. 

في عام 2015، أسس التنظيم أول جناح له بقيادة عبد القادر مؤمن في جبال «بونتلاند» شمال شرق البلاد، مستفيدًا من التضاريس الوعرة وصعوبة وصول القوات الحكومية، لتأسيس معسكرات تدريب ومعاقل آمنة.

يتخذ التنظيم من جبال «غالجالا» والمناطق الساحلية ملاذًا استراتيجيًا، مستفيدًا من ممرات تهريب الأسلحة والبضائع عبر خليج عدن والبحر العربي.

 ويهدف إلى السيطرة على الموانئ الصغيرة لتأمين موارد مالية عبر تهريب الفحم والأخشاب وفرض ضرائب على السكان المحليين، كما يسعى لجذب مقاتلين من دول الجوار لتعزيز قوته البشرية.

ويشهد الصومال صراعًا دمويًا بين «داعش» وحركة «الشباب» الموالية للقاعدة، التي تسيطر على مساحات واسعة في جنوب ووسط البلاد. الصراع يتركز على النفوذ والموارد، وليس فقط على الأيديولوجيا، وقد أدى إلى اغتيالات واشتباكات متبادلة خلفت عشرات القتلى، في حين أصبح المدنيون في القرى بين مطرقة التنظيم وسندان حركة الشباب، معرضين للابتزاز والتهديد لدفع الأموال أو تقديم مقاتلين.

يعتمد التنظيم على شبكات تهريب عابرة للحدود، تربطه بجماعات مسلحة في اليمن والقرن الإفريقي، ويستفيد من عمليات قرصنة بحرية وتهريب البشر للحصول على التمويل.

 كما يستغل أوضاع الفقر واليأس بين الشباب للتجنيد، مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي لنشر دعاياته، وتفيد تقارير أممية أن بعض القصر يتم إرسالهم لمعسكرات تدريب محلية ودولية قبل عودتهم للصومال.

رغم الضربات العسكرية التي شنها الجيش الصومالي بدعم بعثة الاتحاد الإفريقي والضربات الجوية الأمريكية، والتي أسفرت عن مقتل قيادات بارزة، إلا أن صغر حجم التنظيم ومرونته يجعلان القضاء عليه تحديًا مستمرًا، خصوصًا في ظل الاضطرابات السياسية المستمرة. وما يزيد المخاوف هو أن نشاط التنظيم يمتد ليهدد دول الجوار مثل كينيا وتنزانيا والكونغو، ما يجعل القرن الإفريقي منطقة حيوية تراقبها الأجهزة الدولية خشية تحوله إلى بؤرة جديدة للإرهاب بعد خسارة التنظيم لمعاقله في الشرق الأوسط.