في خطوة تعكس ثبات موقفها في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، نددت «كندا» بالهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة، مُؤكّدة على أن التصعيد العسكري يُؤدي إلى مزيد من المعاناة الإنسانية. ودعت إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.
وفي هذا الصدد، قالت وزارة الشؤون الخارجية الكندية في منشور على منصة «إكس»: «يزيد هذا الهجوم من تفاقم الأزمة الإنسانية ويُعرّض عملية الإفراج عن الرهائن للخطر. يجب على حكومة إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي».
وأضافت: «تقف كندا إلى جانب شركائها الدوليين في الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية دون قيود، وإطلاق سراح جميع الرهائن».
وجاءت هذه التصريحات بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري المتوقع على مدينة غزة خلال الليل. وكان الجنود قد تواجدوا على أطراف المدينة لأسابيع وبدأوا بالتحرك نحو مركزها مساء يوم الإثنين، وفقًا لمتحدث باسم الجيش.
وأكد مجلس الأمن الإسرائيلي في أغسطس الماضي الموافقة على الاستيلاء على مدينة غزة.
وحذّرت المنظمات الإنسانية الدولية مرارًا من تفاقم الأزمة الإنسانية في الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب، والتي يقطنها نحو مليوني نسمة.
على صعيد آخر، وسط دخان المعارك وصدى الانفجارات في «غزة»، تتضاءل فرص الحلول السياسية. وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، لم يُخفِ شكوكه، مُعلنًا أن الدبلوماسية وحدها لم تعد تكفي لإطفاء نار هذا النزاع المُتصاعد.
وشكك وزير الخارجية الأمريكي، في إمكانية إنهاء حرب غزة عبر «المسار الدبلوماسي»، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية، يوم الإثنين.
وقال روبيو، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، خلال زيارته لإسرائيل، إن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا إذا أُفرج عن جميع الرهائن وتوقفت حركة حماس عن الوجود كقوة مسلحة تهدد قطاع غزة.
وأضاف: "في العالم المثالي، كان يمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاق دبلوماسي، توافق حماس على نزع السلاح وحل نفسها، وتوافق على الإفراج الفوري عن كل رهينة، بما في ذلك جثامين من قتلوا".
وتابع: "لكن ذلك لم يتحقق، وإذا لم ينته بهذا الشكل، فسوف يتعين أن ينتهي من خلال عملية عسكرية"، مشيرا إلى أنه يعتقد أن إسرائيل نفسها لا تفضل هذا المسار.
وبعد زيارته لإسرائيل، يخطط روبيو للسفر إلى قطر للقاء أمير الدولة الخليجية الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو، في أعقاب الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، سيؤكد مجددا دعم الولايات المتحدة لأمن قطر وسيادتها.
وأضافت الوزارة أن الوزير "سينقل أيضا تقدير واشنطن للدور القيم الذي تقوم به قطر في الوساطة بين إسرائيل وحماس".
وتتولى قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، جهود الوساطة في الحرب بين إسرائيل وحماس، غير أن مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة متعثرة منذ أشهر.
«غزة» التي لم تزل تحمل جراحها من المواجهات السابقة، تعود اليوم لتشهد موجة عنف جديدة إثر غارات إسرائيلية مُكثفة، أودت بحياة (32) فلسطينيًا، من بينهم نساء وأطفال، في مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يُعانيها السكان المُحاصرون.