رحبت المملكة العربية السعودية بإعلان الجمهورية العربية السورية التوصل إلى خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأشادت المملكة بالجهود التي بذلتها كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية في سبيل دعم هذا المسار.
وجددت السعودية تأكيدها على مساندة كافة الخطوات التي تتخذها سوريا بما يعزز أمنها واستقرارها، ويحافظ على وحدة أراضيها ومقدراتها، ويسهم في بناء مؤسسات الدولة وتطبيق القانون، بما يحقق تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
أصدرت وزارة الخارجية السورية، اليوم الثلاثاء، بيانًا تناولت فيه خارطة الطريق المشتركة التي حظيت بدعم الأردن والولايات المتحدة، بهدف إيجاد حل شامل لأزمة السويداء.
وجاء البيان عقب اجتماع ثلاثي في دمشق ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي توم باراك، حيث جرى الاتفاق على جملة من الخطوات العاجلة، أبرزها:
دعوة لجنة التحقيق الدولية المستقلة لإجراء تحقيق عاجل حول أحداث السويداء الأخيرة، والتعهد بمحاسبة المسؤولين عنها وفق القانون السوري.
ضمان استمرار إيصال المساعدات الإنسانية والطبية بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
تسريع إعادة الخدمات الأساسية للمحافظة، مع التزام الأردن وأميركا بتأمين التمويل اللازم من المانحين الدوليين.
نشر قوات مدربة من وزارة الداخلية على طريق السويداء – دمشق لضمان أمن المواطنين والتجارة.
سحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة واستبدالهم بقوات شرطية مؤهلة، استنادًا لاتفاق عمان، بما يتيح عودة النازحين إلى قراهم.
دعم جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإطلاق جميع المحتجزين والمختطفين وتسريع عمليات التبادل.
تكريس خطاب وطني جامع يعزز الوحدة والتعددية والمساواة بين السوريين، مع العمل على إنهاء خطاب الكراهية عبر تشريعات رادعة.
عقد اجتماعات مصالحة برعاية الأردن بين ممثلين عن مختلف مكونات السويداء والعشائر المحلية.
التوافق على ترتيبات أمنية وإدارية مؤقتة خلال الفترة الانتقالية وصولًا إلى اندماج السويداء في مؤسسات الدولة.
تشكيل قوة شرطية محلية متعددة المكونات بقيادة شخصية من أبناء المحافظة تُعيّنها وزارة الداخلية.
التأكيد على إنهاء أي تدخل خارجي في السويداء، وأنها جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية.
بحث تفاهمات أمنية بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية، وبدعم أردني، لمعالجة الهواجس الأمنية في الجنوب السوري مع احترام السيادة السورية.
إنشاء آلية ثلاثية (سورية – أردنية – أميركية) لمراقبة تنفيذ خارطة الطريق ضمن إطار احترام السيادة السورية.
أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول عسكري سوري، بأن الحكومة السورية قامت بسحب أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد، في خطوة تتزامن مع مطالب إسرائيلية لتحويل المنطقة إلى منزوعة السلاح، ضمن إطار مفاوضات جارية بين البلدين.
وأكد المسؤول السوري أن عملية سحب الأسلحة بدأت قبل نحو شهرين، مباشرة بعد أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، والتي استهدفت خلالها مجموعات مسلحة مقرات حكومية وأرتال عسكرية، ما دفع الحكومة السورية لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استقرار المنطقة.
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن العملية شملت منطقة تمتد لحوالي 10 كيلومترات جنوب دمشق، حيث تم نقل الدبابات والمدافع الثقيلة بعيداً عن الحدود، وذلك ضمن مساعي دمشق لتلبية المطالب الإسرائيلية وضمان التزامها بالاتفاقات الدولية، لاسيما اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل بعد حرب أكتوبر.