أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول عسكري سوري، بأن الحكومة السورية قامت بسحب أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد، في خطوة تتزامن مع مطالب إسرائيلية لتحويل المنطقة إلى منزوعة السلاح، ضمن إطار مفاوضات جارية بين البلدين.
وأكد المسؤول السوري أن عملية سحب الأسلحة بدأت قبل نحو شهرين، مباشرة بعد أعمال العنف التي شهدتها محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، والتي استهدفت خلالها مجموعات مسلحة مقرات حكومية وأرتال عسكرية، ما دفع الحكومة السورية لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استقرار المنطقة.
وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن العملية شملت منطقة تمتد لحوالي 10 كيلومترات جنوب دمشق، حيث تم نقل الدبابات والمدافع الثقيلة بعيداً عن الحدود، وذلك ضمن مساعي دمشق لتلبية المطالب الإسرائيلية وضمان التزامها بالاتفاقات الدولية، لاسيما اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 بين سوريا وإسرائيل بعد حرب أكتوبر.
وفي مقابلة رسمية، أوضح الرئيس السوري أحمد الشرع أن مفاوضات بلاده مع إسرائيل تهدف إلى التوصل إلى اتفاق يضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي.
وأضاف الشرع أن إسرائيل اعتبرت أن دمشق خرجت عن اتفاق فض الاشتباك، رغم التزام الحكومة السورية الكامل ببنود الاتفاق منذ البداية.
وتشهد المنطقة الجنوبية على الحدود السورية-الإسرائيلية تحركات عسكرية مكثفة منذ سقوط الأسد، حيث توغّل الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة في الجولان، وشن سلاح الجو الإسرائيلي مئات الغارات على مواقع الجيش السوري، زاعماً أن الهدف هو منع الحكومة الجديدة من السيطرة على ترسانة الجيش السوري السابق.
وأكد الشرع أن الحكومة السورية تركز حالياً على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتقليل احتمالات التصعيد العسكري، مشدداً على أهمية المفاوضات في تحقيق بيئة سلمية للمنطقة، مع ضمان مراقبة وتنظيم حركة الأسلحة الثقيلة في المناطق الحدودية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق أوسع من الجهود الدبلوماسية الدولية الرامية إلى تخفيف التوتر بين سوريا وإسرائيل، والحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تحولات متسارعة منذ العام الماضي.