أعلن بنك HSBC، أحد أبرز البنوك العالمية، عن افتتاح أول مركز لإدارة الثروات ضمن فرعه الرئيسي في دبي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز خدمات إدارة الثروات والعملاء المتميزين "Premier" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويعد هذا المركز أكبر استثمار للبنك في إدارة الثروات العالمية خلال العقدين الماضيين، بحسب مسؤولين بالبنك.
وأوضح محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط في الإمارات، أن الإمارات أصبحت وجهة جاذبة للأثرياء، مما يعزز قاعدة العملاء الذين تتوافق احتياجاتهم في إدارة الثروات مع الخبرات التي يوفرها البنك عبر شبكته الدولية. وأضاف أن المركز الجديد يهدف إلى تسهيل الاستثمار والتخطيط المالي للعملاء، إلى جانب تقديم حلول متكاملة لتنمية أصولهم وحمايتها.
ويأتي افتتاح المركز في وقت يسعى فيه البنك لتوسيع شبكة مراكز إدارة الثروات عالميًا، بعد أن أنشأ مراكز مماثلة في الصين وهونغ كونغ وتايوان والمملكة المتحدة وماليزيا والمكسيك، لتلبية احتياجات العملاء في إدارة السيولة النقدية ومعاملات التداول بالعملات وتخصيص الأصول.
وأشار سليم كيرفانجي، الرئيس التنفيذي للمنطقة لدى HSBC، إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا توفر فرصًا استثمارية كبيرة رغم التحديات، معتبراً أن القيادة القوية في المنطقة والاستثمارات في التكنولوجيا وصناعات المستقبل تجعلها بيئة خصبة للمستثمرين.
من جانبه، قال دينيش شارما، رئيس إدارة الثروات العالمية وخدمات Premier المصرفية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، إن المركز الجديد يتيح للعملاء عقد اجتماعات مع مديري علاقاتهم المصرفية والحصول على استشارات متخصصة حول الاستثمار وحماية الثروات، مؤكداً أن قيمة الأصول المدارة للبنك في المنطقة بلغت 73 مليار دولار بنهاية 2024.
تحليل استراتيجي:
افتتاح مركز إدارة الثروات في دبي يعكس استراتيجية HSBC في التركيز على منطقة الشرق الأوسط كأحد الأسواق الرئيسية للأثرياء والعملاء المتميزين. مع النمو الاقتصادي المتوقع للمنطقة وارتفاع عدد الأثرياء، يوفر البنك منصة متكاملة لإدارة الأصول وتنويع الاستثمارات، بما يعزز من مكانته التنافسية بين البنوك العالمية في إدارة الثروات. كما يعكس الاستثمار الكبير في المركز اهتمام البنك بالتكنولوجيا والخدمات المبتكرة لتعزيز تجربة العملاء، وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الرقمية، بما يواكب التحولات في القطاع المالي العالمي.
هذا التوسع يعزز موقع الإمارات كمركز مالي إقليمي، ويجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ويزيد من قدرة البنوك العالمية على تقديم حلول مخصصة لإدارة الثروات في الأسواق الناشئة.