أعلنت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء، تمكنها من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فيما أسفر التصعيد العسكري عن مقتل العميد سالم صالح عيسى، قائد الهجوم، وعدد كبير من عناصر قوات الدعم السريع.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية سودانية، إن الهجوم بدأ في تمام الخامسة صباحًا من عدة محاور، بما في ذلك الشمالي، الشرقي والشمالي الغربي، مدعومًا بأكثر من 50 عربة قتالية مصفحة وعدد من المركبات الخفيفة. وأوضحت المصادر أن الهجوم استهدف السيطرة على المدينة في محاولة لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها قوات الدعم السريع خلال معارك سابقة في منطقة بارا.
وأضاف مصدر عسكري لقناة "روسيا اليوم" أن القوات السودانية، بالتعاون مع القوات المشتركة والمواطنين المستنفرين، تمكنت من صد الهجوم بالكامل، مسجلة خسائر فادحة في صفوف المهاجمين. كما أُعلن عن القبض على يوسف حمدان، قائد الهجوم على محور "كازقيل"، واستيلاء الجيش على 13 عربة قتالية، بالإضافة إلى تدمير عدد آخر.
وأكد بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة – الفاشر أن المواجهات أسفرت عن استعادة السيطرة الكاملة على محاور الاشتباك، مؤكدًا أن الهدف الأساسي للهجوم كان السيطرة على المدينة، إلا أن الجيش السوداني حال دون تحقيق ذلك، محافظًا على أمن المدنيين والمناطق الحيوية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه مدينة الفاشر أزمة إنسانية حادة، حيث يعاني السكان من حصار مستمر ونقص شديد في الغذاء والمساعدات الطبية. وأشارت تقارير صحفية إلى أن بعض الأهالي اضطروا لتناول علف الحيوانات نتيجة المجاعة المتصاعدة، في مؤشر على عمق الأزمة الإنسانية التي تشهدها الولاية.
وتعد هذه الجولة من القتال واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها الفاشر منذ اندلاع النزاع في دارفور، وتبرز التوترات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أثرت بشكل مباشر على الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.
حظيت الرؤية التي طرحتها المجموعة الرباعية المكونة من وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر، بترحيب واسع في الشارع السوداني، إذ اعتبرتها قوى مدنية وأحزاب سياسية خارطة طريق عملية للخروج من مأزق الحرب المستمرة منذ أبريل 2023.