أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن بدء العملية البرية في غزة، وذلك بعد ليلة عصيبة شهدتها مدينة "المليون".
في هذه الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي إن ما يُقدّر بنحو 40% من سكان المدينة قد غادروا المدينة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤولين إسرائيليين أن التوغل سيبدأ على مراحل وتدريجيا.
وفي أول تأكيد عسكري على أن العملية العسكرية ضد غزة دخلت مرحلة جديدة، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه في إكس: "بدأ الجيش تدمير بنى حماس التحتية في مدينة غزة".
وأخطر السكان بالقول "تعتبر مدينة غزة منطقة قتال خطيرة فالبقاء فيها يعرضكم للخطر. انتقلوا في أسرع وقت ممكن عبر شارع الرشيد إلى المناطق التي تم عرضها جنوب وادي غزة من خلال المركبات أو سيرًا على الأقدام".
وتابع أدرعي: "انضموا إلى أكثر من 40% من سكان المدينة الذين انتقلوا من المدينة".
وذكرت صحيفة "معاريف" أنه من المفترض أن تشارك قوات كبيرة في المناورة البرية على أساس أربع فرق: 36 و 98 و 99 و 162.
وقالت: "سيقوم الجيش الإسرائيلي بتشغيل مجموعة كاملة تقريبا من الألوية النظامية، بالإضافة إلى عدة ألوية احتياطية. من بين الألوية التي ستعمل: الألوية المدرعة الثلاثة النظامية - 7 و 401 و 188".
ولفتت إلى أنه من المتوقع أن تستغرق المناورة وقتا طويلا.
فيما يقول الجيش الإسرائيلي إنه من المتوقع أن تستمر بضعة أشهر على الأقل.
وتعرّضت مدينة غزة فجر الثلاثاء لقصف إسرائيلي هو الأعنف منذ أسابيع، في وقت أكد مسؤولون إسرائيليون بدء العملية البرية لاحتلالها.
وجاء القصف، بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، واجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعدد من الوزراء، في القدس، وتأكيده على «الدعم الراسخ» لها.
وتسبب القصف خلال الساعات الماضية وفق مصادر طبية، في مقتل 62 شخصا في غارات على القطاع, منهم 39 بشمال القطاع، و7 شهداء وسط القطاع، و16 شهيدا جنوب القطاع.
وذكرت المصادر، أن من بين القتلى 9 من منتظري المساعدات، بالإضافة إلى 2 متأثرين بإصابتهما، و2 تم انتشالهما من تحت الأنقاض، وجنين في بطن أمه.
في واشنطن، حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس من المساس بالـ20 رهينة إسرائيلياً الذين لا يزالون على قيد الحياة، قائلاً عبر منصته «تروث سوشيال»: «آمل أن يدرك قادة حماس خطورة ما يقدمون عليه. هذه جريمة إنسانية نادرة الحدوث في التاريخ. كل الاحتمالات مطروحة إذا تعرّض الرهائن للأذى. أفرجوا عنهم الآن».
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكر ترامب على «دعمه الثابت لمعركة إسرائيل ضد حماس»، مؤكداً أن تحرير الرهائن أولوية قصوى.
جاءت هذه التطورات بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لإسرائيل، حيث تعهّد بمواصلة الدعم العسكري والسياسي لها، قائلاً إن «شعب غزة يستحق مستقبلاً أفضل، لكن هذا لن يحدث ما دامت حماس قائمة».
وأكد روبيو أن الرئيس ترامب يريد أن تنتهي الحرب عبر استعادة الرهائن وإنهاء خطر حماس، لكنه انتقد في الوقت ذاته محاولات بعض الدول الأوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن هذه الخطوات «لا تجلب إلا الجرأة لحماس».
ومنذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، قُتل في المقابل أكثر من 64,905 فلسطينيين في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحة في القطاع التي تصفها الأمم المتحدة بالمصدر «الموثوق».