أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست”، أمس الإثنين، أن مجموعة من عميلات جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" تمكن من التسلل إلى داخل إيران، حيث شاركن بشكل مباشر في عمليات ميدانية خلال الهجمات التي استهدفت البرامج النووية والصاروخية الباليستية لطهران في يونيو الماضي.
وأضافت الصحيفة أن مدير الموساد دافيد برنياع يرى أن الدور الذي لعبته عميلات الجهاز خلال ما وصف بالحرب الإسرائيلية–الإيرانية كان "بالغ الأهمية".
وأضاف أن مئات العملاء، بينهم أشخاص جندهم الموساد من داخل إيران وخارجها، أرسلوا في مهام متزامنة نفذت بدقة عالية، في إطار خطة متعددة المستويات تستهدف البنية التحتية الحيوية للبرنامج النووي والصاروخي الإيراني.
ورغم التسريبات، لم تكشف طبيعة ما قامت به العمّيلات بشكل محدد، إذ أشارت الصحيفة إلى أن تفاصيل مهامهن تبقى "سرية للغاية"، وهو ما يزيد من الغموض حول أساليب الاختراق وطرق التنفيذ.
في عام 2024، تم تكريم عميلة بارزة تعرف فقط باسم "جي"، وهي من أصول إيرانية ولديها خبرة خاصة في إيران وفي تجنيد جواسيس أجانب.
كما سبق أن تناول كتاب “Mossad Amazons” الصادر عام 2021 دور النساء في الموساد، مؤكداً أن أدوارهن لا تقتصر على إغواء مسؤولي العدو أو مراقبة المواقع النووية، بل تشمل تنفيذ عمليات هجومية وعمليات ميدانية مباشرة.
وأكدت الصحيفة أن التقرير الإسرائيلي أشار أيضاً إلى أن الموساد لم يقتصر في عملياته على عناصره الفعليين، بل وسع نشاطه عبر تجنيد وتدريب معارضين إيرانيين للنظام، ضمن مجموعات منسقة بدقة، ما ساهم في رفع مستوى التأثير على نتائج الضربات الافتتاحية.
بحسب ما نشرته الصحيفة، نجحت إسرائيل في تدمير أجزاء كبيرة من المنشآت النووية الإيرانية في مواقع نطنز وفوردو وأصفهان، إضافة إلى عشرات المواقع الأخرى المرتبطة بالبرنامج النووي والصاروخي.
ومع ذلك، يعتقد أن نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لم يتم تدميره، وهو ما يكفي نظرياً لإنتاج ما يصل إلى ست قنابل نووية، الأمر الذي يثير قلقاً متزايداً لدى المراقبين الدوليين.
ورغم ما قيل عن حجم الخسائر التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني، يبقى الغموض قائماً بشأن حجم الأضرار الفعلية ومدى قدرة إيران على إعادة بناء قدراتها.
ويعكس التقرير الإسرائيلي طبيعة الحرب الخفية التي تدور في الخفاء بين تل أبيب وطهران، حيث لا تحسم المعارك فقط في الجو، بل تمتد إلى عمليات معقدة على الأرض، يشارك فيها رجال ونساء على حد سواء.