شهدت أسعار النحاس ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ 15 شهرًا، في ظل التفاؤل بخفض محتمل في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع. وارتفعت العقود الآجلة للنحاس في بورصة لندن للمعادن بنسبة 1% لتصل إلى 10,173 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى منذ يونيو 2024.
ويعزو المحللون هذا الصعود إلى توقع المستثمرين بخفض الفائدة الأمريكية بعد ظهور مؤشرات على ضعف سوق العمل، إضافة إلى احتمال خفضين إضافيين قبل نهاية العام.
ويعتبر انخفاض أسعار الفائدة عاملاً داعمًا للمعادن الأساسية مثل النحاس، لأنه يعزز الطلب على السلع ويضعف الدولار الأمريكي، مما يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب.
ويُعد النحاس مؤشراً رئيسياً لصحة الاقتصاد العالمي، إذ يستخدم على نطاق واسع في قطاعات البناء والتصنيع، ما يجعل تحركات أسعاره انعكاسًا لتوقعات النمو الاقتصادي.
وعلى صعيد المعادن الأخرى، شهدت الأسواق الصناعية صعودًا جماعيًا، حيث ارتفع الألمنيوم بنسبة 0.4%، والزنك بنسبة 0.6%، والنيكل بنسبة 0.4% في بورصة لندن للمعادن.
وتواكب هذا الارتفاع أيضًا مستويات قياسية للأسهم الأمريكية، بينما تراجعت عوائد سندات الخزانة والدولار، مما يعكس توجه المستثمرين نحو الأصول ذات العائد الأعلى المرتبط بالسلع.
من ناحية أخرى، دعم الطلب العالمي على النحاس أداء السوق النشاط القوي في الصين، أكبر مستهلك عالمي للمعادن، حيث سجل الاستهلاك الظاهري للنحاس زيادة بنحو 10% في النصف الأول من العام وفق شركة "زجين ماينينغ" (Zijin Mining). ومع ذلك، يحذر خبراء السوق من أن توقعات النصف الثاني من العام قد تكون أكثر اعتدالًا بسبب عوامل متعلقة بالإنتاج والتخزين وتباطؤ النشاط الصناعي.
ويؤكد المتداولون أن التفاؤل بشأن خفض الفائدة الأمريكية هو المحرك الرئيسي لهذا الصعود، حيث يراقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية المقبلة، بما في ذلك مؤشرات التوظيف والإنتاج الصناعي، لتقييم حجم وتوقيت التخفيضات المحتملة. ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من الترقب، خاصة مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتأثيرها على سلاسل التوريد وأسعار السلع الأساسية.