كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة حماس أقدمت خلال الأيام الأخيرة، على نقل عدد من الرهائن المحتجزين لديها إلى مواقع مختلفة في قطاع غزة، شملت منازل سكنية وخياماً في مناطق متفرقة.
واعتبرت هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية الحركة لإرباك خطط الجيش الإسرائيلي، في وقت يستعد فيه لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة غزة.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصادر فلسطينية لم تفصح عن هويتها، أن بعض الرهائن جرى احتجازهم في منازل آهلة، بينما وضع آخرون في خيام، ما يزيد من صعوبة أي محاولة لإنقاذهم خلال العمليات المرتقبة.
في موازاة ذلك، تصاعدت المخاوف داخل إسرائيل مع تزايد الأنباء عن أوضاع الرهائن.
فقد صرحت ميراف جلبوع دلال، والدة الرهينة جاي جلبوع دلال، بأنها تلقت معلومات مؤكدة تفيد بأن ابنها ما زال "محتجزاً فوق الأرض في مدينة غزة".
وأضافت في تصريحات مؤثرة: "هذا هو الحضيض، نحن لا نتنفس، اليوم تلقيت تأكيداً بأن ابني وحيد فوق الأرض في غزة"، مشيرة إلى حالة القلق واليأس التي تعيشها عائلات المحتجزين.
في المقابل، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير أن الجيش يواصل التحضيرات لتنفيذ عمليته البرية في غزة، لكنه وجّه تحذيراً لقيادته السياسية قائلاً: "حتى بعد السيطرة على مدينة غزة، لن تُهزم حماس لا عسكرياً ولا سياسياً".
وشدد زامير على أن الجيش ملتزم بالأهداف التي حددتها الحكومة، غير أنه أقر بأن القضاء التام على حماس غير ممكن في المدى القريب.
إلى ذلك، أبلغ الجيش الإسرائيلي عائلات المختطفين بأنه سيعمل على ضمان عدم تعريض حياة أي رهينة للخطر خلال العمليات العسكرية المقبلة.
لكن مصدراً عسكرياً اعترف بوجود مخاطر حقيقية، موضحاً أن العملية نفسها "تنطوي بطبيعتها على تهديد لحياة الرهائن"، خاصة في ظل توزيعهم على أماكن متفرقة وسط مناطق سكنية مكتظة.
يأتي هذا التطور في وقت حرج، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي لتحقيق إنجاز ميداني في غزة، فيما تراهن حماس على استخدام ملف الرهائن كورقة ضغط سياسية وعسكرية.
ويرى محللون أن نقل الرهائن إلى مواقع مدنية وخيام مؤقتة سيجعل مهمة القوات الإسرائيلية أكثر تعقيداً، ويرفع في الوقت ذاته من المخاطر الإنسانية على المدنيين في قطاع غزة.