قالت مسؤولة الاتصال في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة إن أعداداً كبيرة من السكان اضطروا إلى مغادرة مدينة غزة والتوجه نحو الجنوب خلال الأيام الأخيرة، في ظل استمرار التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وأوضحت أن المساحات التي يلتجئ إليها النازحون في الجنوب ضيقة للغاية، ولا تتوفر فيها مقومات الأمن أو الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، الأمر الذي يزيد من معاناة الأسر النازحة.
وأضافت أن شريحة واسعة من السكان غير قادرة على تحمّل تكاليف النزوح أو لا تجد مكاناً تلجأ إليه، ما يضطرها للبقاء في شمال القطاع رغم المخاطر الجسيمة.
وأكدت اللجنة الدولية أن استمرار هذه الظروف يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشددة على الحاجة العاجلة إلى توفير ممرات آمنة ومساعدات إنسانية عاجلة للمدنيين.
حذّرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خطورة تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أنه «لا يوجد أي مكان داخل القطاع يمكنه استيعاب موجة نزوح هائلة للمدنيين من مدينة غزة» في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر.
وأوضحت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن المدنيين يعيشون أوضاعًا مأساوية مع استمرار القصف ونقص الاحتياجات الأساسية من غذاء وماء ودواء، محذّرة من أن أي عملية تهجير جديدة ستقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، خصوصًا أن معظم النازحين يفتقدون للمأوى والخدمات الطبية اللازمة.
وأكدت المسؤولة الدولية أن المستشفيات في غزة تعمل بأقصى طاقتها وتفتقر للإمدادات الضرورية، فيما يعيش أكثر من مليون نازح في مناطق مكتظة وغير مجهزة، ما يزيد من انتشار الأمراض وسوء التغذية.
وشددت على أن القانون الدولي الإنساني يفرض على جميع الأطراف احترام وحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، داعية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي لوقف تدهور الأوضاع وحماية المدنيين.
ويأتي هذا التحذير في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها المكثف لمناطق متفرقة من القطاع، وسط مخاوف من اجتياح بري جديد سيؤدي إلى موجات نزوح إضافية.
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن بالغ قلقها وفزعها جراء القصف الذي استهدف مقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأسفر عن مقتل أحد موظفي الهلال الأحمر وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة.
