أكدت الحكومة السودانية، الأحد، أن العقوبات الأمريكية تمثل إجراءات أحادية لا تساعد في تحقيق السلام في البلاد، والمحافظة على السلم والأمن الدوليين.
وتعقيباً على عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية الأخيرة، قالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن حكومة بلادها تود أن "تشير إلى أن مثل هذه الإجراءات الأحادية لا تساعد في تحقيق الغايات المنشودة في بيان الخزانة من تحقيق للسلام في البلاد والمحافظة على السلم والأمن الدوليين".
والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة، فرض عقوبات على وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، وكتيبة "البراء بن مالك" التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، بدعوى ضلوعهما في "زعزعة الاستقرار بالبلاد".
وأكدت الخارجية السودانية أن "أفضل الطرق لمعالجة الأزمات يعتمد في الأساس على الانخراط المباشر، وعدم الاعتماد على افتراضات تروج لها بعض الجهات، التي تحمل أجندة سياسية خاصة، لا تخدم المصالح العليا للشعب السوداني".
وأشارت إلى أن تحقيق السلام في السودان ربما يكون غاية مشتركة للمجتمعين الإقليمي والدولي، إلا أنه في المقام الأول شأن سوداني مبني على تطلعات الشعب بكافة مكوناته.
وأضافت الوزارة، أن "حكومة السودان هي المسؤولة عن تحقيق هذه التطلعات عبر كافة الوسائل بما فيها الانخراط والعمل المشترك مع كافة الجهات في إطار احترام السيادة الوطنية".
ويشغل جبريل إبراهيم منصب وزير المالية، ويرأس حركة العدل والمساواة، الموقعة على اتفاق سلام جوبا عام 2020، والتي تقاتل حاليا إلى جانب الجيش.
كما تقاتل كتيبة "البراء بن مالك" إلى جانب الجيش في حربه ضد قوات الدعم السريع، وهي محسوبة على الإسلاميين وقادة النظام السابق (نظام عمر البشير).
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
وكانت شهدت جمهورية السودان خلال الأيام الخمسة الماضية موجة من الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة، نُفذت بشكل متزامن في ثلاث مدن رئيسية، ما يعكس تحولًا خطيرًا في تكتيكات مليشيا "الدعم السريع" المتمردة التي تكثف عملياتها تزامنًا مع احتدام المعارك في إقليم كردفان واقتراب نهاية فصل الخريف.
فجر الأحد 14 سبتمبر، اهتزت مدينة كوستي الواقعة بولاية النيل الأبيض على وقع سلسلة انفجارات قوية استهدفت منشآت حيوية.
فقد طالت الهجمات مباني السكك الحديدية، ومرافق النقل النهري، ومستودعات الوقود الرئيسية، إلى جانب قيادة الفرقة 18 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية. وقد تسببت الانفجارات في خسائر مادية كبيرة وأثارت حالة من الهلع بين السكان.
الهجمات الأخيرة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها عملية مماثلة في 9 سبتمبر استهدفت ولاية الخرطوم، وأعلن ما يُعرف بـ"تحالف تأسيس" الموالي لمليشيا الدعم السريع مسؤوليته عنها. واعتبر مراقبون أن هذه العملية كانت رسالة سياسية تهدف إلى إثبات قدرة المليشيا على ضرب العمق الاستراتيجي للبلاد، رغم التراجع الكبير الذي مُنيت به على الأرض وفقدانها مساحات واسعة من سيطرتها.