أعلن الجيش الصومالي، اليوم الأحد، عن اعتقال ثلاثة عناصر من حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال عملية أمنية واسعة نفذتها في وسط البلاد، وذلك ضمن سلسلة من العمليات المكثفة التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المناطق الساخنة.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن العملية شملت المناطق التابعة لمدينة عيل طير بمحافظة غلغدود، مشيرًا إلى أن القوات الصومالية قامت بملاحقة العناصر المسلحة لضمان عدم تهديدها للمدنيين أو القوات الحكومية. وأضاف البيان أن العملية أسفرت عن اعتقال ثلاثة عناصر من الحركة، في حين واصل الجيش تعزيز تواجده العسكري في المنطقة لضمان عدم عودة الجماعات المسلحة لممارسة نشاطها الإرهابي.
وأشار البيان إلى أن القوات الصومالية حققت خلال الأيام الماضية انتصارات كبيرة ضد مسلحي حركة الشباب في مشارف مدينة عيل طير، حيث لقي أكثر من 60 عنصرًا من الحركة مصرعهم خلال المواجهات المسلحة الأخيرة. واعتبر الجيش أن هذه العمليات تعكس قدرة القوات المسلحة على استعادة السيطرة على المناطق الحيوية ومواجهة التهديدات الأمنية بكفاءة عالية.
وتخوض القوات الصومالية معارك مستمرة منذ أكثر من عقد ضد حركة الشباب، التي تبنت خلال السنوات الماضية العديد من الهجمات الإرهابية في مقديشو ومدن أخرى، مستهدفة المدنيين وأجهزة الأمن، وأودت حياة المئات من المواطنين وعناصر القوات الحكومية. وتعتبر محافظة غلغدود ومناطق وسط الصومال من أبرز معاقل الجماعة، التي تحاول اختراقها بين الحين والآخر وفرض سيطرتها على المناطق الريفية النائية.
وحسب خبراء أمنيين، فإن العمليات الأخيرة تأتي ضمن استراتيجية الجيش الصومالي لتعطيل شبكة الدعم اللوجستي والمالي للجماعة، وتقليل قدرتها على شن الهجمات المفاجئة.
كما تعكس تلك العمليات فعالية التعاون بين الجيش والحكومة المحلية، إلى جانب الدعم المقدم من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميسوم) التي تقدم المساندة التدريبية والاستخباراتية للقوات الصومالية.
وشهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الهجمات الكبرى لحركة الشباب، شملت التفجيرات الانتحارية في مقديشو والاشتباكات المسلحة في محافظات مثل هيران وباي، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الأمنية في المدن الرئيسية ومراكز التجمع السكاني، بهدف حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
وأكد مراقبون أن هذه العمليات النوعية للجيش الصومالي أسهمت في رفع الروح المعنوية للقوات وتعزيز ثقة المواطنين في قدرة الدولة على مواجهة الإرهاب، مشيرين إلى أن استمرار الضغط على حركة الشباب سيحد من نفوذها في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، ويشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والأمن المستدام.