حوض النيل

تصعيد جديد في السودان.. الدعم السريع يستهدف منشآت مدنية في النيل الأبيض

الأحد 14 سبتمبر 2025 - 02:39 م
هايدي سيد
الأمصار

تشهد السودان تصعيدًا متزايدًا في النزاع المسلح القائم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث شنت القوات غير النظامية هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية وخدمية في ولاية النيل الأبيض، القريبة من الحدود مع جنوب السودان، ضمن استراتيجية تهدف إلى زعزعة استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.

وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" في الخرطوم، محمد إبراهيم، أن الهجمات استهدفت محطات كهرباء مهمة، أبرزها محطة أم دباكر، إلى جانب مطار كنانة المحلي، ومحطة النقل النهري، مشيرًا إلى أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت لمعظم هذه الهجمات، مما حدّ من حجم الأضرار التي قد تلحق بالمرافق الحيوية.

وفي شمال دارفور، لا تزال مدينة الفاشر تشهد أوضاعًا أمنية متوترة، حيث تحاصرها قوات الدعم السريع من جميع الجهات، وتواصل القصف المدفعي على الأحياء السكنية. وأوضح إبراهيم أن آخر الهجمات استهدفت المستشفى السعودي، المرفق الطبي الوحيد الذي يقدم خدمات عاجلة للمدنيين، في ظل استمرار التحليق والهجمات الجوية، مع صمود القوات المسلحة السودانية، التي تحافظ على السيطرة على المدينة وقاعدتها العسكرية، وتتصدى يوميًا لمحاولات التوغل والهجمات المباشرة.

وفي إقليم كردفان، شهدت الأيام الأخيرة تقدمًا ملحوظًا للجيش السوداني، خاصة في مدينة بارا، التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها وعلى القرى المحيطة، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى الضغط على الدعم السريع في مناطق نفوذها وتقليل قدراتها العسكرية، ما دفع تلك القوات إلى نقل المعارك إلى ولايات مثل النيل الأبيض لمحاولة إعادة فرض سيطرتها.

ويشير محللون عسكريون إلى أن هذا التصعيد يعكس محاولات الدعم السريع لتعويض الخسائر في كردفان ودارفور من خلال استهداف منشآت مدنية حيوية، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في السودان. وتشهد عدة مناطق، بما فيها النيل الأبيض ودارفور، تهديدًا دائمًا للمدنيين بسبب القصف والهجمات الجوية، مما يعقد جهود الوساطات المحلية والدولية لإيجاد حل سلمي للنزاع.

ويعتبر مراقبون أن استمرار هذا النوع من الهجمات يضع الجيش السوداني أمام تحدٍ مزدوج: الدفاع عن المدنيين وحماية المنشآت الحيوية، إلى جانب استكمال عملية السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود العسكرية والاستراتيجية لمواجهة التصعيد وتأمين الاستقرار الجزئي في هذه الولايات.