أكد الشيخ عادل الفايدي، أحد وجهاء القبائل الليبية، أن الشعب الليبي لا يزال يدفع ثمن التدخلات الدولية وما نتج عن اجتماع جنيف الذي أفرز سلطة تنفيذية جديدة، مشيرًا إلى أن التجاوزات الصادرة عن البعثة الأممية في ليبيا أسهمت في تمكين حكومة الوحدة الوطنية التي وصفها بأنها تمارس "جرائم علنية" من أجل فرض هيمنتها على طرابلس.
وأوضح الفايدي، في تصريحات صحفية، أن البعثة الأممية مطالبة باستعادة ثقة الشارع الليبي عبر خطوات ملموسة، لافتًا إلى الانقسام الدولي بشأن المبادرة الأممية الأخيرة، حيث يرى فريق ضرورة الإسراع نحو الانتخابات، بينما يفضل آخرون التمديد أو اتباع نهج التسوية التدريجية.
وأشار إلى أن التدخلات الأجنبية كانت السبب الرئيس في إطالة أمد الصراع داخل ليبيا، وهو ما أدى إلى انقسام سياسي ومؤسسي عميق، انعكس سلبًا على سيادة الدولة واستقرارها.
وأكد أن وجود قواعد عسكرية أجنبية في غرب ليبيا يمثل العقبة الأكبر أمام جهود توحيد المؤسسة العسكرية.
وفيما يخص دور القبائل، شدد الفايدي على أن المكونات الاجتماعية التي تحررت من الضغوط الخارجية وضعت ثوابت وطنية واضحة، وحددت أولوياتها بالرهان على الجيش الليبي باعتباره الضامن الأساسي للأمن والاستقرار. وأشاد بما وصفه بـ"الطفرة التنموية غير المسبوقة" التي حققها الجيش الليبي في مناطق سيطرته، مؤكداً أن القبائل والمكونات الاجتماعية الحرة تضع ثقتها في القيادة العامة للجيش وتبارك خطواتها نحو بناء وطن موحد وآمن يحفظ سيادته.
واختتم الفايدي تصريحاته بدعوة القوى الدولية الراغبة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين وبناء علاقات متينة مع ليبيا إلى "إعادة حساباتها"، بما ينسجم مع تطلعات الشعب الليبي وحقه في دولة ذات سيادة مستقلة.
ناقشت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة حنا تيتيه، اليوم مع عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، الوضع الأمني في عموم البلاد بما في ذلك الفرص المتاحة لتعزيز الاستقرار في العاصمة طرابلس وخارجها.
ووفقا لما نشرته البعثة الأممية في ليبيا عبر موقعها الالكتروني فقد شملت المناقشات أيضًا جهود البعثة للدفع بخارطة الطريق السياسية من خلال الحوار المنظم المقترح، والذي سيتناول قضايا متعلقة بالمصالحة.