في تطور ميداني لافت، يستكمل «جيش الاحتلال الإسرائيلي» استعداداته لتنفيذ عملية عسكرية داخل «مدينة غزة»، واضعًا اللمسات الأخيرة على خطة اقتحام محسوبة، تترافق مع حالة من القلق المُتزايد في أوساط القيادة الإسرائيلية من احتمال تعرّض القوات المُقتحمة لكمائن مُحكمة أو عمليات أسر من قِبل «فصائل المقاومة الفلسطينية»، التي تُحكم سيطرتها على التضاريس الداخلية وتتمتع بخبرة ميدانية عالية في حرب الأنفاق والمفاجآت.
وفي هذا الصدد، أفادت القناة «12 العبرية»، اليوم الأحد، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى خطة دخوله لمدينة غزة في الأيام الأخيرة.
وبحسب القناة العبرية، أشارت تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنَّ «حماس» ستسعى خلال المناورات في غزة إلى «زيادة نطاق محاولات اختطاف الجنود».
وأضاف تقرير «القناة 12»، أنَّ قضية خطف الجنود الإسرائيليين تُشغل كبار المسؤولين في المؤسسات الأمنية.
ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمني قوله: «الجيش يستعد لبدء المرحلة التالية من عملية السيطرة على مدينة غزة قريبًا جدًا، ومع ذلك، نترك مجالًا وفرصة لأي قرار يُؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين».
وبالتوازي مع العدوان المُستمر وهدم العمارات والأبراج، يُمارس «جيش الاحتلال» الضغوط لطرد السكان من مدينة غزة والتوجه جنوبًا عبر الطريق الساحلي، ووفقًا للتقديرات، غادر المدينة ما يُقارب (280) ألف فلسطيني.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ قواته تستعد لدخول مدينة غزة، بعد أن أنهى اللواء «السابع» عملياته في الضواحي الجنوبية للمدينة، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وذكر جيش الاحتلال، أنَّ «الفرقة 162» تعمل حاليًا في المناطق المحيطة بالمدينة نفسها، وفي الوقت نفسه، نفذت القوات الإسرائيلية، أمس السبت، سلسلة من الضربات الجوية على أهداف في مدينة غزة، بما في ذلك تدمير مبنى شاهق آخر.
وفي السياق ذاته، زعم مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ المنظمات العسكرية في قطاع غزة تنتهك القانون الدولي بشكل مُمنهج، مُستخدمةً المؤسسات المدنية لأغراض عسكرية، وتعمل في وجود السكان.
وأوضح البيان، أنَّ جيش الاحتلال سيُواصل العمل بقوة وحزم ضد تلك المنظمات داخل قطاع غزة.
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مُحيط مدارس مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وبحسب تقارير فلسطينية، هاجم الاحتلال مبنى تلفزيون فلسطين في غزة، بعد أن أمر المتواجدين فيه بمغادرته.
ومع تصاعد الترقّب في الأوساط العسكرية والسياسية، تبقى «خطة اقتحام مدينة غزة» محفوفةً بالمخاطر، في ظلّ بيئة عملياتية مُعقّدة تتقنها فصائل المقاومة، وتاريخ طويل من المفاجآت التي كبّدت الاحتلال خسائر مُوجعة. وبين الحسابات الميدانية الدقيقة والخشية من كمائن مُحتملة وعمليات أسر، يبدو أن أي تحرك عسكري إسرائيلي في عُمق غزة لن يكون مجرد مُهمة تقليدية، بل مقامرة مكلفة قد تُعيد رسم مشهد الصراع من جديد.