رحّب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي الذي ضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأميركية بشأن النزاع في السودان، مؤكداً دعم المجلس الكامل لكل المبادرات التي تهدف إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
وأوضح البديوي أن البيان الرباعي جاء منسجماً مع المواقف الخليجية الداعمة لسيادة السودان ووحدة أراضيه، حيث أكد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، وتهيئة الظروف لوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع المتضررين.
كما شدد البيان على حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، التزاماً بالقانون الدولي الإنساني.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب عملية سياسية شاملة وشفافة، تقود إلى تشكيل حكومة مدنية ذات قاعدة شعبية واسعة، تمثل تطلعات الشعب السوداني في تحقيق الأمن والسلام والتنمية. كما أشاد بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها السعودية والإمارات ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة، في إطار دعم السودان وإنهاء معاناة شعبه.
وأكد البديوي أن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة للتعاون مع جميع الشركاء الدوليين والإقليميين لتعزيز فرص السلام الدائم، ولضمان الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها، باعتبارها الضمانة الأساسية لاستمرار الدولة وحماية مقدراتها.
ويأتي هذا الموقف الخليجي في ظل استمرار النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وهو الصراع الذي أدى إلى سقوط آلاف الضحايا ونزوح ملايين المدنيين داخلياً وخارجياً، إضافة إلى أزمة إنسانية متفاقمة شملت نقص الغذاء والدواء وانهيار البنية التحتية الأساسية.
ويرى مراقبون أن المواقف الإقليمية والدولية الأخيرة، ومنها موقف مجلس التعاون، تمثل خطوة مهمة نحو دفع الأطراف السودانية للجلوس على طاولة الحوار، ووضع حد للنزاع المستمر.
كما أن هذا الدعم يعكس إدراك المجتمع الدولي لخطورة تداعيات الأزمة السودانية على استقرار منطقة القرن الإفريقي والشرق الأوسط بأكمله.
بهذا الموقف، يجدد مجلس التعاون الخليجي التزامه الثابت بالعمل على رفع المعاناة عن الشعب السوداني الشقيق، ومساندته في الوصول إلى حل سياسي دائم يضمن الأمن والاستقرار والتنمية.