في المغرب، تطرق المشاركون في جلسة نقاش عقدت أمس الجمعة بجنيف على هامش الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان، إلى تحديات وآفاق التنمية في إفريقيا، مشيدين بالمملكة كنموذج للتنمية الشاملة والدور البنيوي الذي تلعبه على صعيد القارة.
وأكد المتدخلون أن النموذج المغربي، القائم على التضامن والشمولية والرؤية الاستشرافية، يمثل مصدر إلهام للقارة الإفريقية، مشيرين إلى المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب، منها المبادرة الملكية الأطلسية لتسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل الإقليمي والأمن الطاقي والتنمية البشرية.
وأشار السيد مصطفى ماء العينين، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية المغربية-الإسبانية-اللاتينية، إلى الرابط الوثيق بين الاستقرار والتنمية والتعاون الإقليمي، مستشهداً بالتقدم الكبير في مدن مثل الداخلة والعيون بفضل الاستثمارات في البنية التحتية والطاقة الخضراء والتعليم واللوجستيك.
كما أشاد السيد محمد شكرو غوزيل، رئيس مركز “دراسات السلام والمصالحة”، بالمقاربة المغربية المتمثلة في “القوة الذكية”، التي تجمع بين الدبلوماسية الدينية والأمن والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى قدرة المغرب على تعزيز الأمن الإنساني المستدام، ودوره في إعمال منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAF).
من جهته، دعا السيد بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، رئيس مؤسسة “ألتاميرانو”، إلى اعتماد مقاربات تركّز على حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة المناخية لمواجهة التحديات الهيكلية في إفريقيا، بما يشمل الصراعات المسلحة والقمع والتغيرات المناخية، باعتبارها عناصر أساسية لتحقيق تنمية مستدامة وعادلة.
أثارت زيارة الرئيس الجنوب إفريقي ، جاكوب زوما، إلى المغرب جدلاً سياسياً واسعاً داخل الأوساط الرسمية والحزبية في بريتوريا، نظراً لتوقيتها وأبعادها الجيوسياسية المرتبطة بملف الصحراء المغربية.
فقد اعتبرت الحكومة الجنوب إفريقية الزيارة "غدراً" من طرف زوما بصفته رئيس ثاني أكبر قوة سياسية، وهو حزب أومخونتو وي سويزي، رغم أن تمثيل الدولة في الخارج يظل حصراً على السلطات الرسمية، بما في ذلك استخدام العلم الوطني أو عقد لقاءات ذات طابع دبلوماسي.
وفي هذا السياق، أوضحت الفاعلة المدنية المغربية، أمينة لغزال، أن التجربة السياسية في جنوب إفريقيا لم تُظهر اعتراضاً على تحركات قادة الأحزاب مع أطراف خارجية، غير أن زيارة زوما كانت استثناءً بسبب موقفه المعلن والواضح من قضية الصحراء المغربية، حيث أكد دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة المغربية، واعتبره مشروعاً جاداً وواقعياً لتسوية نزاع طال أمده.