قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من عامين أدت إلى تراجع كبير في التعاطف الدولي معها، وجعلتها عرضة للانتقاد حتى بين حلفائها التقليديين.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقرير أعده ديفيد لوهنو وجوشوا تشافين أن قتل المدنيين وتشريد عشرات الآلاف من سكان غزة، بالإضافة إلى انتشار الجوع والمعاناة الإنسانية، ساهم في تحويل الرأي العام العالمي بشكل تدريجي ضد إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرموز الدولية الشهيرة مثل مبنى إمباير ستيت في الولايات المتحدة، وبرج إيفل في فرنسا، وبوابة براندنبورغ في ألمانيا، أضيئت بألوان العلم الإسرائيلي عقب الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر، ما كان في البداية مؤشراً على دعم غربي واسع لإسرائيل.
لكن الأحداث اللاحقة أظهرت أن هذا الدعم بدأ بالتآكل بفعل الصور والمشاهد التي انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي كشفت حجم المعاناة الإنسانية في غزة.
وقال هوارد وولفسون، الإستراتيجي الديمقراطي المخضرم، في بودكاست حديث: "لقد خسرنا معركة القلوب والعقول، الواقع هنا أن الرأي العام يتحول بسرعة كبيرة وبشكل كبير جداً بعيداً عن إسرائيل". وأضاف الكاتبان أن العملية الأخيرة، التي استهدفت القيادة السياسية لحركة حماس في قطر، حيث أثارت جدلاً واسعاً، إذ جاءت هذه الخطوة بعد أن أصبحت الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو أكثر جرأة في مهاجمة خصومها دون مراعاة الرأي العام الدولي.
ورغم أن إسرائيل نفذت سابقاً عمليات اغتيال مستهدفة في دول مثل لبنان وإيران، فإن العملية الأخيرة في قطر تمثل نقطة فارقة، إذ وقعت على أراضي حليف للولايات المتحدة واستهدفت قادة حماس الذين كانوا يجتمعون لمناقشة اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار، ما يعكس رسالة واضحة بعدم اهتمام إسرائيل بالتفاوض.
وقد جاءت ردود الفعل الدولية حادة، حيث انتقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الضربة، معتبراً أنها "لا تخدم المصالح الأميركية ولا الإسرائيلية"، رغم تفهمه للدافع وراء القضاء على حماس.
كما دانت ألمانيا والمملكة المتحدة العملية، فيما أعلنت كندا أنها "تقيّم علاقتها" مع إسرائيل في ضوء التطورات الأخيرة.