أعربت روسيا عن تقديرها للنهج المستقل الذي تتبعه الهند، وإصرارها على تعزيز التعاون الثنائي معها رغم الضغوط والتهديدات الخارجية، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس مكانة الهند كشريك استراتيجي موثوق وطويل الأمد.
وفي رد على سؤال لقناة RT حول تأثير قرار نيودلهي تعزيز التعاون التجاري مع موسكو، أوضحت وزارة الخارجية الروسية أن هذا التوجه لا ينسجم فقط مع تقاليد الصداقة التي جمعت البلدين لعقود، بل يعكس أيضاً ما تسميه الهند بـ"الاستقلال الاستراتيجي في الشؤون الدولية".
وأضافت الوزارة أن تمسك الهند بهذا النهج يجسد قيمة السيادة وأولوية المصالح الوطنية، وهو ما تتقاسمه مع روسيا، الأمر الذي يضمن استقراراً وقدرة على استشراف المستقبل للشراكة الثنائية، التي تُوصف بأنها مميزة منذ أكثر من 15 عاماً.
كما أبرزت الخارجية الروسية اتساع مجالات التعاون بين الجانبين، والتي تشمل الصناعات المدنية والعسكرية، وإطلاق مركبات فضائية مأهولة، وبناء محطات للطاقة النووية، إلى جانب تطوير مصادر الطاقة الهيدروكربونية داخل الأراضي الروسية.
وأكدت أن البلدين يسعيان إلى إقامة شراكات قائمة على قاعدة علمية وتقنية محلية، محصنة ضد تأثير الدول "غير الصديقة"، بما يضمن استمرار الزخم الإيجابي للعلاقات حتى في ظل العقوبات الأحادية غير المشروعة التي تفرضها الدول الغربية.
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو مستعدة لمواصلة عملية التفاوض مع أوكرانيا، مشيرة إلى أن روسيا تنتظر رد كييف على مقترحها بتشكيل ثلاث مجموعات عمل متخصصة في القضايا السياسية والعسكرية والإنسانية.
وقالت زاخاروفا في تصريحات لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي العاشر في فلاديفوستوك: "ننتظر ردًا من الجانب الأوكراني على اقتراحنا بتشكيل ثلاث مجموعات عمل لمعالجة القضايا السياسية والعسكرية والإنسانية. ونحن جاهزون لمواصلة المفاوضات فور استجابة كييف".
وأوضحت المسؤولة الروسية أن موسكو تطرح منذ البداية خيار التسوية السلمية للنزاع الأوكراني، مقدمة جميع أشكال الحلول السياسية الممكنة، مؤكدة أن موعد الجولة القادمة من المفاوضات يعتمد على مدى تنفيذ الاتفاقات السابقة، ومدى تجاوب السلطات الأوكرانية مع المقترحات الروسية خلال مسارات الحوار المتعددة.