جيران العرب

"يديعوت أحرونوت": الجيش الإسرائيلي يحصن حدوده مع الأردن بخطط عسكرية واستيطانية

السبت 13 سبتمبر 2025 - 01:25 ص
خلود مجدي
الأمصار

أعلن الجيش الإسرائيلي عن إنشاء فرقة عسكرية جديدة تحمل اسم "جلعاد" (96)، لتأمين الحدود الشرقية مع الأردن، في خطوة وصفها بأنها من الدروس المستخلصة من هجوم 7 أكتوبر 2023. 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنه  جرى حتى الآن تجنيد نحو 12 ألف جندي احتياط طواعية للانضمام إلى صفوف الفرقة، التي بدأت بالفعل نشاطها الميداني في المنطقة.

وذكرت الصحيفة أن الفرقة الجديدة أصبحت جاهزة للعمل خلال "حرب الأيام الـ12 مع إيران"، لكن افتتاحها الرسمي تم هذا الأسبوع فقط، في حفل أقيم عند النصب التذكاري في غور الأردن بحضور كبار قادة الجيش.

أطول حدود وأكبر التحديات

ووفقاً للتقرير، تمتد الحدود الأردنية لمسافة تقارب 500 كيلومتر، من خليج إيلات جنوبًا حتى الجولان شمالًا، مرورًا بالضفة الغربية.

ورغم وجود بعض الأسوار ونقاط المراقبة، إلا أن أجزاء كبيرة من الحدود ما زالت مفتوحة أو محاطة بوسائل حماية بدائية، ما يجعلها عرضة لعمليات تهريب أو تسلل.

ويواجه الجنود على هذه الحدود تحديات مناخية وجغرافية صعبة، أبرزها الحرارة الشديدة واتساع المنطقة الصحراوية، الأمر الذي يجعل التمركز العسكري المطول مهمة شاقة.

خطوط دفاع متعددة

بالتوازي مع إنشاء الفرقة، أقام الجيش الإسرائيلي عدة خطوط دفاعية شملت:

تعزيز السياج الأمني على طول الحدود، رغم أنه لم يكتمل بعد.

إعادة تشغيل مواقع عسكرية قديمة مثل "خط المياه".

نشر كاميرات وأجهزة استشعار للمراقبة على نطاق واسع.

إقامة خط استيطاني أول في غور الأردن بعد قرار حكومي بإنشاء 22 مستوطنة جديدة.

اعتماد محور ألون كخط دفاع إضافي يربط غور الأردن بوسط إسرائيل.

منع عمليات التسلل والتهريب

التقرير أوضح أن الخطر الأساسي بالنسبة لإسرائيل لا يتمثل في الجيش الأردني، وإنما في احتمال تسلل مجموعات مسلحة عبر الحدود. 

وتشمل السيناريوهات التي يضعها الجيش:

ميليشيات عراقية.

مسلحون فلسطينيون.

خلايا مرتبطة بالحوثيين.

ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن تسلل حتى عشرات المسلحين فقط قد يؤدي إلى تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي خلال فترة قصيرة، خصوصاً إذا لم تتوافر معلومات استخباراتية مسبقة، كما حدث في هجوم غزة.

الاستيطان كجزء من الأمن

في موازاة التعزيزات العسكرية، صادقت الحكومة الإسرائيلية في مايو الماضي على خطة لتعزيز الاستيطان على الحدود الشرقية، بدعوى سد الفجوة الأمنية. وتتضمن الخطة:

مراكز تعليمية للشباب مثل المعاهد الدينية.

مزارع زراعية جديدة.

توسيع المستوطنات القائمة وإقامة أحياء شبابية.

ورصد للمشروع مبلغ 80 مليون شيكل كمرحلة أولية، على أن يعقبه برنامج خمس سنوات تنفذه وزارة الدفاع ووزارة "المهام الوطنية".

تصريحات قادة الجيش

وحسب التقرير، قال قائد المنطقة الوسطى اللواء آفي بلوط خلال حفل الافتتاح: "في 7 أكتوبر فشلنا في حماية مواطنينا في غلاف غزة، وهناك توقع بأن نستخلص الدروس حتى لا يتكرر ذلك. لقد تغير المفهوم الأمني لإسرائيل، وعلينا أن نكون أمة مجندة باحتياطيات قوية وسريعة."

أما قائد الفرقة العميد أورين سيمحا فأكد أن إنشاء "جلعاد" بعد 46 عامًا يمثل "فرصة لإعادة بناء القدرات الدفاعية"، مضيفًا: "انضم 12 ألف مقاتل من الاحتياط طواعية إلى صفوف الفرقة، والاستيطان على الحدود الشرقية هو جزء أساسي من الأمن القومي والمشروع الصهيوني."

تهريب وسيناريوهات صراع

وأشار التقرير إلى أن الحدود مع الأردن تعد منذ سنوات بؤرة معروفة للتهريب، تشمل أسلحة ومتفجرات ومخدرات.

وخلال العام الجاري فقط، أعلن الجيش عن إحباط 120 محاولة تسلل وضبط أكثر من 240 كغم من المخدرات واعتقال 11 مشتبها بهم.

ورغم التراجع النسبي في العمليات داخل الضفة الغربية، يرى مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون أن ذلك يمثل "هدوءًا زائفًا"، وأن محاولات إشعال الأوضاع ما زالت قائمة بدعم من إيران.