شهد مجلس الشيوخ الإيطالي أجواء متوترة اليوم الخميس، بعد مشادة كلامية بين أعضاء البرلمان، حيث اتهمت إحدى النائبات وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بلعب دور مؤثر لصالح إسرائيل في خضم الحرب الجارية بقطاع غزة.
ورغم هذه الاتهامات، أكد وزير الخارجية الإيطالي في تصريحات رسمية تمسك بلاده بموقفها الثابت الرافض لقرار الحكومة الإسرائيلية توسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية، معتبراً أن هذه الخطوة "غير مقبولة" وتمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، شدد تاجاني على أن استمرار الاستيطان الإسرائيلي يهدد بشكل خطير إمكانية تحقيق حل الدولتين، وهو الهدف الذي تواصل إيطاليا السعي إليه بإيمان راسخ والتزام كامل، مؤكداً أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا عبر هذا الحل السياسي.
كما دعا وزير الخارجية الإيطالي، بالتنسيق مع شركاء الاتحاد الأوروبي، حكومة إسرائيل إلى الدخول في حوار جاد مع السلطة الوطنية الفلسطينية، والعمل معاً لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".
وبالتوازي مع الجدل السياسي، دخل قطاع الرياضة في إيطاليا على خط الأزمة؛ إذ طالبت الجمعية الإيطالية لمدربي كرة القدم (AIAC) بتعليق مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية الدولية، احتجاجاً على استمرار الحرب في غزة.
وفي بيان رسمي، شددت الجمعية على أن "إسرائيل يجب أن تتوقف، وعلى كرة القدم أن تتخذ موقفاً أيضاً"، داعية إلى ضرورة تحرك الاتحادات الرياضية الأوروبية والدولية لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً.
كما أرسلت الجمعية رسالة إلى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، طلبت فيها رفع الموضوع إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) والاتحاد الدولي (الفيفا)، من أجل تعليق مؤقت لمشاركة إسرائيل في البطولات الدولية.
وتأتي هذه المطالب في وقت تقترب فيه المواجهات المرتقبة بين المنتخبين الإيطالي والإسرائيلي ضمن تصفيات كأس العالم، ما يزيد من حساسية الموقف ويضع ضغوطاً إضافية على الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، في ظل تنامي الأصوات الداعية إلى ربط الرياضة بالمواقف الإنسانية والسياسية.
بهذا، يتضح أن الموقف الإيطالي الرسمي يرفض الاستيطان ويتمسك بحل الدولتين، فيما يشهد الداخل الإيطالي جدلاً واسعاً حول مدى تأثير إسرائيل على السياسات الأوروبية، حتى وصل الأمر إلى مطالبات باستبعادها من الساحة الرياضية الدولية.