نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في بلدة بدّو شمال غرب مدينة القدس، طالت عددًا من الشبان، وسط حالة من التوتر في صفوف السكان.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها وحدات خاصة وكلاب بوليسية، اقتحمت البلدة من عدة محاور، وداهمت عددًا من المنازل السكنية، قبل أن تعتقل ما لا يقل عن 12 شابًا، بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها.
وأضافت المصادر أن جنود الاحتلال أجروا عمليات تفتيش دقيقة استمرت لساعات، تخللها تحطيم أبواب واقتحام منازل دون سابق إنذار، وسط إطلاق قنابل صوت وتنكيل بالسكان، لا سيما في حارة "الوسط" وحي "السطح" داخل البلدة.
وأفاد شهود عيان بأن بعض المعتقلين تعرضوا للضرب أثناء اعتقالهم، في حين تم نقلهم إلى جهة غير معلومة، دون أن يُسمح لذويهم بالتواصل معهم أو معرفة أسباب الاعتقال.
من جهتها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن حملة الاعتقالات في بدّو تأتي في إطار سياسة الاحتلال المستمرة لتكثيف الضغط على القرى والبلدات المحيطة بالقدس، مشيرة إلى أن البلدة كانت قد شهدت اعتقالات متكررة خلال الأسابيع الماضية، في ظل تصاعد عمليات الاقتحام في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وتزامنت الحملة مع فرض إجراءات مشددة على مداخل البلدة، حيث أقام الجنود حواجز عسكرية ومنعوا المواطنين من التنقل بحرية، ما تسبب في تعطيل الحركة وتعطيل وصول بعض الطلبة والموظفين إلى وجهاتهم.
وتُعد بلدة بدّو من البلدات الفلسطينية التي تواجه تضييقًا مستمرًا من سلطات الاحتلال، سواء من حيث الاستهداف الأمني أو محاولات الاستيلاء على الأراضي، إلى جانب معاناة سكانها من القيود المفروضة على البناء والتوسع العمراني.
يُذكر أن حملات الاعتقال تُنفذ بشكل شبه يومي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس، وتشمل في كثير من الأحيان قُصّراً وطلبة جامعات، وسط انتقادات حقوقية متزايدة لسياسات الاحتلال في التعامل مع السكان الفلسطينيين.