أكد وزير الاتصال محمد مزيان أن طبعة 2025 من المعرض التجاري البيني الإفريقي شكلت محطة مفصلية في مسار التعاون القاري، بعدما توجت بولادة “حلم إفريقي” جديد يقوم على بناء قارة موحدة ومتكاملة اقتصاديا.
وأوضح مزيان، في مقال له بجريدة المجاهد، أن هذا الحلم يعكس الرؤية التي دافع عنها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، والمبنية على “حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية”، والتي تهدف إلى تجاوز العراقيل التي تعيق تطور التجارة البينية داخل القارة.
وأضاف الوزير أن خطاب رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية، والذي وصف بـ”التاريخي”، أبرز أن “مستقبل إفريقيا مرهون بقدرة دولها على إقامة بنية تحتية متكاملة”، مشددا على أن المعرض ليس مجرد تظاهرة اقتصادية، بل تجسيد لوعي جماعي نحو “بناء قارة موحدة قوية بإرادتها ومؤثرة إقليميا ودوليا”.
وأشار مزيان إلى أن نجاح الجزائر في هذه الطبعة تجلى ليس فقط في العقود الموقعة التي بلغت قيمتها 48,3 مليار دولار، منها 11,4 مليار دولار لفائدة الجزائر، ولكن أيضا في البعد الاستراتيجي الذي منحته الجزائر للمعرض بفضل موقعها الجيوسياسي كبوابة نحو إفريقيا.
كما لفت إلى أن هذه الديناميكية عززتها المداخلات الرسمية للقادة الأفارقة المشاركين، الذين شددوا على ضرورة الانتقال من اقتصاد يعتمد على تصدير المواد الأولية إلى اقتصاد يقوم على تثمين الموارد وتحويلها محليا، مع اعتبار منطقة التجارة الحرة القارية مشروعا حضاريا جامعا لكل الأجيال الإفريقية.
وأكد مزيان أن تجربة الجزائر في تنويع اقتصادها وتبني سياسة صناعية مدمجة تمثل نموذجا ناجحا يمكن أن يحتذى به داخل القارة، مشيرا إلى أن الطبعة الرابعة من المعرض تجاوزت كل التوقعات بفضل الاتفاقيات المبرمة، والشراكات الاستراتيجية، والروح التضامنية التي طبعت أشغالها، لتبقى محطة قارية بارزة شهدت ميلاد حلم إفريقي من الجزائر في سبتمبر 2025.
وأشار وزير الاتصال في مقاله بجريدة المجاهد، لرؤية رؤساء الدول الشقيقة، حيث أكد أن الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني مؤمن بفكرة أن “الاندماج الإفريقي يقتضي الانتقال من اقتصاد قائم على استخراج المواد الأولية إلى اقتصاد قائم على تثمين هذه الموارد وتحويلها محليًا”.
أما الرئيس التونسي، قيس سعيد، فيرى أن “منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية تمثل حلمًا لجميع الأفارقة، جيلًا بعد جيل، وينبغي أن يتحقق ذلك من خلال تبني مقاربة جديدة لتجسيد هذا المشروع الحضاري”.
ووافقهم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، الذي شدد على أن “العمل منصبّ على تحقيق الاندماج البيني الإفريقي، خصوصًا عبر الربط بين شمال القارة وجنوبها وتعزيز قنوات التنمية في داخلها”.
