في موقف شديد اللهجة يعكس الغيرة على الأرض والعقيدة، خرج مفتي عام ليبيا، «الشيخ الصادق الغرياني»، مُحذرًا من مخطط وصفه بـ«العار»، يقضي بنقل المهجّرين من غزة إلى الأراضي الليبية، مُؤكّدًا أن ذلك يُمثّل اعتداءً على السيادة ومشاركة في تهجير الفلسطينيين من أرضهم المباركة.
وفي هذا الصدد، وجّه الشيخ الصادق الغرياني، تحذيرًا بشأن ما تردد عن اجتماع جمع مستشار الأمن القومي لرئيس حكومة الوحدة «إبراهيم الدبيبة»، و«صدام حفتر»، نجل المشير خليفة حفتر، مع مستشار ترامب.
وقال «الغرياني» في تصريحاته على قناة «التناصح» التابعة لدار الإفتاء الليبية، إن التقارير الصحافية تحدثت عن أن لقاء في روما تمحور علنا حول «استقرار ليبيا»، غير أن ما تم إخفاؤه بحسب ما وصله، هو أن الولايات المتحدة طلبت من المجتمعين استقبال من سيتم تهجيرهم من قطاع غزة إلى ليبيا.
واعتبر المفتي أنه إن صحت هذه الأنباء فهي «أمر مُشين وعار على أهل ليبيا أن يقبلوا به».
ودعا الشيخ الصادق الغرياني حكومة الوحدة الوطنية إلى التبرؤ بشكل واضح وصريح من هذا التوجه.
وأضاف الغرياني، أن ليبيا التي تُعاني من أزمات داخلية مُعقّدة، لا يُمكن أن تكون ساحة لتصفية حسابات أو إعادة توطين قسري للفلسطينيين، مُشددًا على أن الموقف الوطني والديني يفرض دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه لا تهجيره.
من ناحية أخرى، في موقف إنساني يعكس التضامن الشعبي والمؤسساتي، تبرّعت «الجامعة الأسمرية» في ليبيا، بجزء من إيراداتها، عبر «ضريبة الجهاد»، لصالح دعم أهالي غزة المُحاصرين.
وفي هذا الصدد، أعلن مجلس الجامعة الأسمرية، عن قرار يقضي بالتبرع بالقيمة المالية لما كان يُعرف بـ"ضريبة الجهاد"، والمقدّرة بـ(3%) من إجمالي المرتب، لصالح دعم أهالي قطاع غزة.
وأكد المجلس، في اجتماعه العادي الثامن لسنة 2025، أن هذا التبرع يعد شكلاً من أشكال أداء فريضة الجهاد ونوعاً من الدعم للصامدين في غزة، مشيراً إلى بدء استقطاع المبالغ من مرتبات أعضاء المجلس اعتباراً من سبتمبر المقبل.
كما دعا المجلس جميع العاملين بالجامعة من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والمعيدين إلى الانضمام لهذه المبادرة، وحثّ الجامعات والمؤسسات الأخرى في ليبيا على اتخاذ خطوات مماثلة.
ووفقًا للقرار، سيتم تحويل المبالغ المستقطعة إلى حملة زليتن لنصرة الأقصى، لتوزيعها على مجالات إنسانية تشمل كفالة الأيتام والأرامل وتوفير الغذاء والدواء والمياه والأغطية والملابس.
من جهة أخرى، وفي وقت سابق، استنكر «البرلمان الليبي»، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في غزة، وطالب بإنهاء الحصار المفروض على القطاع فورًا، مُحملًا الاحتلال كامل المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية.