شارك رئيس الجمهورية الصومالي، فخامة حسن شيخ محمود، اليوم الأربعاء، في مراسم افتتاح سد النهضة الإثيوبي، بحضور عدد من القادة الأفارقة ومسؤولين رفيعي المستوى من مختلف الدول المعنية بمياه النيل والمنطقة.
وخلال كلمته، أكد رئيس الصومال أن الاستقرار والازدهار الإقليميين لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال العدالة والإنصاف واحترام مصالح جميع الدول المطلة على النهر. وشدد على أهمية إيجاد توازن بين احتياجات جميع الدول من مياه النيل عبر التعاون والاحترام المتبادل، مؤكداً أن أي تجاهل لمصالح أحد الأطراف قد يقوض جهود التنمية المشتركة.
وقال فخامة الرئيس: "لا يمكن للدول الواقعة على ضفاف النهر أن تنجح إلا إذا عملنا كمجتمع متحد، دون استثناء أي دولة من التنمية، ودون تحميل أي طرف أعباء خاصة"، مضيفاً أن الصومال ملتزمة بالعمل مع جميع الدول المجاورة والصديقة لتعزيز الاستخدام المستدام للموارد المشتركة على أساس التفاهم والاحترام المتبادل.
وأشار الرئيس الصومالي إلى أن نجاح مشروع سد النهضة لا يقتصر على استكمال البنية التحتية، بل يمتد ليشكل نموذجاً للتنمية الشاملة التي تعود بالنفع على شعوب منطقة القرن الأفريقي والقارة الأفريقية بشكل عام. وأوضح أن المشروع يسهم في تعزيز قدرات إثيوبيا في توليد الكهرباء وتوفير المياه للزراعة، كما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي الإقليمي، بما يحقق مصالح الدول المطلة على النهر.
وأكد فخامة الرئيس الصومالي على التزام بلاده بدعم الوحدة الإقليمية وتعزيز التعاون القائم على الثقة والتضامن، مشيداً بقيادة رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، في تنفيذ المشروع الذي اعتبره مثالاً حياً للتنسيق الإقليمي والتخطيط المشترك بين الدول الأفريقية.
كما شدد الرئيس الصومالي على ضرورة استثمار الموارد المشتركة بشكل عادل بين جميع الأطراف، مع مراعاة التنمية المستدامة وحماية البيئة، لضمان أن يحقق المشروع فوائد طويلة الأمد للأجيال القادمة.
وتأتي مشاركة الصومال في مراسم الافتتاح تأكيداً على التزام الدولة الأفريقية بالمبادئ التعاونية التي تعزز الاستقرار والتكامل الإقليمي، وتؤكد دورها الفاعل في المنطقة.