سلطت صحيفة إندبندنت البريطانية الضوء على التداعيات الخطيرة للضربات الإسرائيلية التي نفذت في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفة قادة حركة حماس، معتبرة أن هذا التصعيد يمثل خطوة غير مسبوقة قد تدفع منطقة الشرق الأوسط إلى هاوية أزمات متتالية.
وأكد التقرير أن الهجوم الإسرائيلي جاء في وقت كانت فيه قطر تؤدي دور الوسيط الأساسي في محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مما يجعل العاصمة القطرية نقطة ساخنة للصراع ويهدد جهود التهدئة التي جرت خلال الأشهر الماضية.
واصفة الضربات بأنها "غير مسبوقة تمامًا"، أشارت الصحيفة إلى أن المنطقة تتحمل صدمات متلاحقة منذ 23 شهرًا، وأن الهجوم على قلب الدبلوماسية القطرية يمثل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي يضع إسرائيل في موقف معقد أمام قطر، الدولة التي لعبت دورًا رئيسيًا في جمع الأطراف المختلفة للوصول إلى هدنة مؤقتة، موضحة أن هذا التحرك يعرقل جهود الوساطة ويحوّل الدوحة إلى مسرح جديد للصراع المستمر منذ أكثر من عامين في غزة.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الضربة استهدفت كبار قادة حركة حماس، من بينهم خليل الحية، زاهر جبارين، خالد مشعل، ومحمد درويش. وفي المقابل، أعلنت حركة حماس مقتل خمسة من عناصرها، لكنها أكدت عدم وقوع أي إصابات بين أعضاء الوفد المفاوض.
وأضاف التقرير أن الهجوم يعكس رفضًا صريحًا لأي حل دبلوماسي للوضع في غزة، مما أثار مخاوف كبيرة لدى عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين عبروا عن "قلق شديد" حيال مستقبل عمليات التبادل، مؤكدين أن فرص إعادة نحو 50 رهينة محتجز لدى حماس أصبحت أكثر غموضًا بعد هذه الضربات.
وأشار التقرير إلى أن هذا التصعيد يأتي وسط بيئة سياسية وإقليمية متوترة، حيث تعيش المنطقة حالة من عدم الاستقرار بسبب استمرار النزاع في غزة، وتزايد المخاوف من توسع رقعة العنف إلى دول الجوار، بما في ذلك لبنان والأردن ومصر، ما يجعل أي خطوة عسكرية في قلب قطر تهديدًا مباشراً للسلام الإقليمي.
في الختام، اعتبرت الصحيفة أن الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية يمثل اختبارًا حقيقيًا للدبلوماسية الإقليمية والدولية، مشيرة إلى أن مستقبل محادثات وقف إطلاق النار في غزة قد أصبح الآن على المحك، مع تحذيرات من تصعيد شامل إذا لم تتخذ الأطراف الدولية إجراءات عاجلة لوقف التصعيد.