أدانت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، الهجوم الجوي الذي شنّته إسرائيل على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفاً وفداً من حركة حماس كان يشارك في مفاوضات تهدئة متعلقة بالحرب في قطاع غزة.
وجاء في بيان الخارجية التركية أن "استهداف الوفد التفاوضي لحماس أثناء مسار محادثات التهدئة يوضح بشكل قاطع إصرار إسرائيل على استمرار الحرب، وإفشال أي مساعٍ لإحلال السلام في المنطقة". وأضاف البيان أن "هذا الاعتداء يضع قطر، الدولة الوسيطة الرئيسية في جهود وقف إطلاق النار، في دائرة الاستهداف المباشر، بما يكشف توسع دائرة العدوان الإسرائيلي لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية".
وأكدت أنقرة أن ما حدث يمثل "اعتداءً دنيئاً يعكس الطبيعة التوسعية للسياسات الإسرائيلية، واستخدامها الإرهاب كوسيلة ممنهجة في التعامل مع جيرانها ودول المنطقة".
كما شددت على تضامنها الكامل مع قطر، داعية المجتمع الدولي إلى "التحرك الفوري والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها والالتزام بالقانون الدولي".
ويأتي الموقف التركي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تسبب في سقوط آلاف القتلى والجرحى وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي الوقت ذاته، تلعب قطر دوراً محورياً في استضافة جولات الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، ما جعلها هدفاً غير مباشر في الصراع القائم.
ويرى مراقبون أن استهداف الوفد التفاوضي في الدوحة قد يعقّد مسار الوساطة ويضعف فرص التوصل إلى اتفاق قريب، إذ إن الضربة تحمل رسائل سياسية تتجاوز الجانب العسكري، وتظهر رفض إسرائيل لأي حل دبلوماسي برعاية إقليمية.
على الجانب الآخر، عبّرت مصادر قطرية غير رسمية عن استيائها من استهداف أراضيها، مشددة على أن الدوحة ستواصل جهودها الدبلوماسية رغم التهديدات.
فيما توقع محللون أن تتحرك تركيا بالتنسيق مع قطر في المحافل الدولية، وربما في مجلس الأمن، لإدانة الاعتداء وتسليط الضوء على خطورة استهداف الوسطاء الدوليين.
ويرجّح أن يؤدي هذا التطور إلى مزيد من التوتر بين إسرائيل وتركيا، اللتين تشهد علاقاتهما أصلاً توتراً متصاعداً منذ سنوات بسبب الموقف التركي الداعم للقضية الفلسطينية.