انتقدت الحكومة البريطانية، اليوم الثلاثاء، الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على قيادات من حركة حماس الفلسطينية داخل الأراضي القطرية، مؤكدة أن مثل هذه العمليات العسكرية تهدد بتوسيع دائرة العنف وزعزعة استقرار المنطقة.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، في تصريح للصحفيين في لندن، إن بلاده "لا ترغب في رؤية مزيد من التصعيد العسكري، لأن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة". وأشار إلى أن أولويات الحكومة البريطانية تتمثل في "إنهاء معاناة المدنيين في قطاع غزة، عبر إطلاق سراح جميع الرهائن، والتوصل إلى وقف إطلاق نار فوري، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل أكبر"، معتبرًا أن هذه الخطوات هي الطريق الأمثل نحو استعادة الهدوء وتهيئة الظروف لتحقيق سلام عادل ودائم.
وفي الدوحة، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه القصف الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية بالعاصمة القطرية يقيم فيها أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس، ووصفت الهجوم بأنه "اعتداء جبان وإجرامي" يشكل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، فضلًا عن كونه تهديدًا مباشرًا لأمن دولة قطر والمقيمين على أراضيها.
وأضاف البيان القطري أن "هذا العدوان يعكس نهجًا إسرائيليًا متهورًا يتجاهل قواعد الشرعية الدولية ويعرض الأمن الإقليمي للخطر"، مؤكدة أن الدوحة "ستواصل العمل مع شركائها الدوليين لوقف الاعتداءات وضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات".
ويرى مراقبون أن الموقف البريطاني يعكس مخاوف غربية أوسع من تداعيات التوتر المتزايد بين إسرائيل وحماس، خصوصًا بعدما امتد نطاق الاستهداف العسكري ليشمل أراضي دولة خليجية، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة تتعلق بأمن المنطقة بأكملها.