أدانت الحكومة السورية، اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في محافظات حمص وتدمر واللاذقية، واعتبرتها "تصعيداً خطيراً وعدواناً سافراً يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي".
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين، في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا): "إن الجمهورية العربية السورية تعبر عن إدانتها الشديدة للعدوان الجوي الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفاً عدة مواقع في محافظتي حمص واللاذقية، في خرق واضح لسيادة سوريا وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف البيان: "إن هذه الاعتداءات تمثل تهديداً مباشراً للأمن الوطني السوري واستقرار المنطقة برمتها، وتندرج في إطار السياسة العدوانية المستمرة التي تنتهجها إسرائيل ضد الأراضي السورية".
وشددت الخارجية السورية على أن "دمشق لن ترضخ لأي محاولات تهدف إلى النيل من سيادتها أو فرض وقائع جديدة على الأرض"، داعية المجتمع الدولي ومجلس الأمن، إلى "تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ إجراءات فاعلة تضع حداً لهذه الاعتداءات وتضمن احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها".
وفي اللاذقية، أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن انفجارات عنيفة هزت ثكنة "سقوبين" العسكرية تزامناً مع الضربات الإسرائيلية، فيما أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى أن بعض الغارات نفذت من أجواء البقاع الشمالي اللبناني.
وذكرت وكالة "سانا" أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت مواقع بمحيط مدينة تدمر، ما أدى إلى وقوع انفجارات متتالية، من دون الإشارة إلى حجم الخسائر.
وتأتي هذه الغارات في إطار سلسلة من الهجمات الجوية التي تنفذها إسرائيل ضد أهداف داخل الأراضي السورية منذ سنوات، وتقول إنها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني، بينما تؤكد دمشق أن هذه الهجمات تمثل "انتهاكاً لسيادتها وعدواناً على أراضيها"، مطالبة بوقفها.
وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت تكثيفاً للضربات الإسرائيلية على مواقع سورية، خاصة في المنطقة الوسطى والساحلية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد التحذيرات الدولية من انعكاسات هذا التصعيد على استقرار المنطقة.
في ختام بيانها، جددت وزارة الخارجية السورية مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ"الاعتداءات الممنهجة"، مؤكدة أن استمرار الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في خروقاتها وتهديد الأمن والسلم الدوليين.