كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية لوكالة "رويترز"، أن المفوضية الأوروبية تعتزم تقديم الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات المفروضة على روسيا بحلول الثاني عشر من سبتمبر الجاري، وسط توقعات بإعلانها رسميًا يوم الجمعة المقبل.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن الاتحاد الأوروبي يناقش إمكانية فرض عقوبات على الصين وعدد من الدول الأخرى لشرائها النفط والغاز من روسيا، مشيرة إلى أن تنفيذ هذه الخطوة يتطلب تنسيقًا وثيقًا مع الولايات المتحدة.
ومن المرتقب أن تتوجه بعثة أوروبية إلى واشنطن الأسبوع المقبل لبحث تفاصيل العقوبات الجديدة.
بدوره، أوضح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت أن قرار الاتحاد الأوروبي بوقف استيراد الطاقة الروسية يدعم التوجه نحو فرض مزيد من القيود على موسكو داخل الولايات المتحدة.
في المقابل، أكدت السلطات الروسية مرارًا قدرتها على مواجهة العقوبات الغربية المستمرة منذ سنوات، فيما اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن سياسة الغرب تهدف إلى إضعاف بلاده على المدى الطويل، محذرًا من أن هذه الإجراءات ألحقـت أضرارًا جسيمة بالاقتصاد العالمي وأثرت سلبًا على معيشة الملايين.
اتهم زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، روسيا بالسعي لاحتلال أوكرانيا بالكامل، مُؤكّدًا أن هذا سيكون انتصارًا للرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، في تصعيد جديد للصراع المُستمر بين البلدين.
وأعلن «زيلينسكي»، أنه سيعتبر «انتصار أوكرانيا» قد تحقق إذا لم تذهب كامل أراضيها لسيطرة روسيا الأمر الذي يفسح المجال لتفسير أوسع للخيارات المُحتملة للاعتراف بخسائر كييف للجغرافيا.
وادعى زيلينسكي، في مقابلة مع قناة «ABC» الأمريكية أن روسيا تُريد «احتلال أوكرانيا بالكامل»، زاعمًا أن هذا سيكون انتصارًا للرئيس الروسي بوتين.
وأضاف: «بالنسبة له، هذا انتصار. وطالما لم يفعل ذلك، فسيكون النصر حليفنا».
هذا وقد ظهرت مؤخرا في خطاب زيلينسكي حول مسألة "التراب الأوكراني" فروق دلالية إضافية. فقد بدأ يطرح أن أوكرانيا "لا تعترف قانونيا" بضم الأراضي الخارجة عن سيطرة القوات الأوكرانية إلى روسيا، بينما كان الرفض المطلق في السابق لأي اعتراف بحكم الواقع على الأرض.
والآن، يدلي بتصريح يفسح المجال لتفسير أوسع للخيارات المحتملة للاعتراف بخسائره للأراضي.
من جانبه، أكد الرئيس بوتين في يونيو الماضي خلال كلمته في "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي" أن روسيا لم تشكك أبدا في حق الشعب الأوكراني في الاستقلال والسيادة.
وفي كلمته بمنتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك، أشار الرئيس الروسي إلى أنه مع ذلك، فإن انضمام أوكرانيا إلى حلف "الناتو" ونشر قوات عسكرية أجنبية على أراضيها هو أمر غير مقبول بالنسبة للاتحاد الروسي، ويجب وضع ضمانات الأمن ليس فقط لكييف، ولكن أيضا لروسيا.
من ناحية أخرى، بينما تُواصل «أوكرانيا» الدفاع عن أراضيها في وجه الغزو الروسي، تتجه أنظارها نحو بناء قاعدة صناعية عسكرية مُستقلة. «زيلينسكي» كشف عن مشروع جديد مع «الدنمارك» لإنشاء مصنع أسلحة مشترك، يُعد خطوة في طريق الاكتفاء الذاتي الدفاعي.
وفي هذا الصدد، أعلن زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، عن بدء بناء مصنع أسلحة في «الدنمارك» بشكل مشترك، وسيتم فيه إنتاج مكونات للصواريخ والطائرات المُسيّرة.