المغرب العربي

الجزائر تبحث مع الحوكمة الإفريقية.. تعزيز التعاون ووحدة القارة

الإثنين 08 سبتمبر 2025 - 11:09 م
هايدي سيد
الأمصار

في سياق المساعي الجزائرية المتواصلة لدعم وحدة القارة الأفريقية وتعزيز حضورها السياسي والاقتصادي على الساحة الدولية، استقبل الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، عبد الكريم بن مبارك، اليوم الاثنين، في العاصمة الجزائرية، بنديكتا لاسي، رئيسة المجلس التنفيذي لمركز الحوكمة الإفريقية لمنظمات عموم إفريقيا – غانا.

اللقاء، الذي عكس الأهمية المتزايدة للتنسيق بين الأحزاب والمؤسسات السياسية في القارة، ركز على آفاق التعاون الحزبي وأهمية ترقية الحوار بين مختلف المكونات السياسية، بما يخدم القضايا الكبرى المشتركة. وبحسب بيان الحزب، شدد الطرفان على ضرورة بناء رؤية موحدة لأفريقيا، تتيح لها مواجهة التحديات العالمية وتكريس مكانتها كقوة مؤثرة.

وخلال المحادثات، استعرض بن مبارك الجهود التي تبذلها الجزائر تحت قيادة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لدعم التنمية في القارة، مبرزًا أن مشاريع الطرق العابرة للصحراء، ومناطق التبادل التجاري الحر، إلى جانب معرض التجارة البينية الإفريقية الذي تحتضن الجزائر طبعته الرابعة، تمثل ركائز أساسية لتعزيز التكامل الاقتصادي، وتضع أسسًا لشبكات تعاون أفريقية – أفريقية أكثر صلابة.

ولم يقتصر النقاش على البعد الاقتصادي فقط، إذ أكد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني انفتاح الحزب على كل المبادرات التي تدافع عن القضايا العادلة للشعوب الأفريقية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، مشددًا على أن الجزائر ستظل ركيزة أساسية في دعم الشعوب الساعية إلى تقرير مصيرها ومناهضة الاستعمار.

من جانبها، ثمنت بنديكتا لاسي الدور البارز للجزائر في تكريس وحدة القارة، مؤكدة أن هذه الجهود تضع الجزائر في موقع محوري على الصعيد الإقليمي. وأضافت أن التعاون بين الأحزاب الأفريقية بات ضرورة ملحة لإسماع صوت القارة على المستوى العالمي، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة.

ويرى مراقبون أن اللقاء يعكس رؤية الجزائر لبناء دبلوماسية حزبية موازية، تكمّل العمل الرسمي للدولة، وتتيح تنويع قنوات التواصل والتأثير داخل القارة، خصوصًا في ظل التحديات المشتركة مثل التنمية المستدامة، مكافحة الفقر، وتعزيز الأمن الإقليمي.

بهذا، يتأكد أن الجزائر لا تكتفي بطرح شعارات التعاون، بل تعمل على تجسيد مشاريع ملموسة، تجعلها لاعبًا أساسيًا في صياغة مستقبل القارة الأفريقية، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي.