أعلنت وزارة الدفاع الوطني الجزائرية، اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025، عن مقتل إرهابيين اثنين وعسكري ضحية، خلال عملية بحث وتمشيط لا تزال متواصلة في منطقة بني ميلك بولاية تيبازة، التي تقع على بُعد نحو 90 كيلومترًا غربي العاصمة الجزائرية.
وأوضح بيان الوزارة أن العملية الأمنية أسفرت عن ضبط أسلحة وذخائر، من بينها بندقية رشاشة من نوع "إف إم بيه كيه"، ومسدس رشاش من نوع "كلاشنيكوف"، إضافة إلى منظار ميدان وأغراض أخرى كانت بحوزة العناصر الإرهابية.
وأكد البيان أن قوات الجيش الجزائري تواصل عمليات التمشيط بدقة، بهدف ملاحقة فلول الجماعات المسلحة وتطهير المنطقة من أي تهديدات أمنية.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها القوات المسلحة الجزائرية لمواجهة الإرهاب في المناطق الجبلية والحدودية، حيث غالبًا ما تتحصن الجماعات الإرهابية في المخابئ والمرتفعات الوعرة.
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أعلنت في أغسطس الماضي عن تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية الواسعة، أسفرت عن مقتل أربعة إرهابيين مسلحين والقبض على خمسة عناصر يشتبه في دعمهم لتلك الجماعات، وذلك في مناطق متفرقة من البلاد. كما كشفت الوزارة حينها عن تدمير 12 مخبأ للجماعات الإرهابية، إلى جانب 13 لغما تقليدي الصنع في ولاية خنشلة الواقعة شرقي الجزائر.
ويؤكد محللون أن عودة الحديث عن العمليات الإرهابية في بعض الولايات يعكس طبيعة التحديات الأمنية التي ما زالت تواجهها الجزائر، على الرغم من نجاحها الكبير في تقليص نشاط هذه الجماعات خلال السنوات الماضية.
ويرى مراقبون أن استمرار عمليات التمشيط والضغط الأمني سيُضعف من قدرات التنظيمات المتشددة التي لم تعد قادرة على تنفيذ هجمات واسعة كما في السابق، لكنها تلجأ إلى الكمائن وزرع الألغام في مناطق جبلية معزولة.
ويشير خبراء أمنيون إلى أن جهود الجيش الجزائري في محاربة الإرهاب لم تقتصر على العمل الميداني فقط، بل شملت أيضًا تعزيز التعاون مع السكان المحليين وتشديد الرقابة على الحدود مع دول الجوار، لا سيما في ظل التوترات التي تشهدها بعض المناطق الإقليمية.
وتعكس العملية الأخيرة في تيبازة استمرار يقظة الجيش الجزائري وإصراره على مواصلة تعقب الخلايا الإرهابية، رغم التضحيات التي يقدمها جنوده في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.