يعقد البرلمان الإيراني اليوم الأحد جلسة طارئة لبحث خيارات الرد على التحركات الأوروبية الرامية إلى تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران، بما في ذلك احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT).
وأعلن عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى، علي رضا سليمي، في تصريح لوكالة "تسنيم" الإيرانية، أن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ستقدم تقريرًا مفصلًا خلال الجلسة حول الإجراءات المقترحة للرد على مواقف الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا).
وأشار سليمي إلى أن خيار الانسحاب من المعاهدة سيكون مطروحًا للنقاش، مؤكدا أن مجلس صيانة الدستور سيشارك في الجلسة العلنية بهدف المصادقة السريعة على أي قرارات يتم اتخاذها، تمهيدًا لتطبيقها على الفور.
مواجهة الضغوط الغربية
وأكد المسؤول البرلماني أن البرلمان الإيراني، بالتنسيق مع الجهات المختصة، عازم على اتخاذ خطوات حازمة في مواجهة الضغوط الغربية، مشددًا على أن إيران لن تتهاون في الدفاع عن مصالحها الوطنية، بحسب تعبيره.
وتأتي هذه التطورات على خلفية إعلان الترويكا الأوروبية نيتها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لتفعيل آلية "العودة التلقائية للعقوبات"، المعروفة بـ"سناب باك"، ما لم تمتثل طهران لمطالب تتعلق ببرنامجها النووي، ومنها السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى ثلاث منشآت استهدفت بقصف أمريكي في يونيو الماضي، بالإضافة إلى تقديم توضيحات بشأن نحو 400 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
وكان انتقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، صمت الدول الغربية تجاه توسع الترسانة النووية الإسرائيلية، معتبراً أن هذا الصمت يقوض أي مصداقية لديها في طرح قضية منع الانتشار النووي.
وقال عراقجي في تدوينة على منصة "إكس": "لطالما حذرت إيران من أن هستيريا الغرب بشأن توسع الأسلحة النووية في منطقتنا مصطنعة تماماً"، مضيفاً أن القضية بالنسبة للغرب لا تتعلق بوجود أو توسع الترسانات النووية، وإنما بمن يُسمح له بتحقيق تقدم علمي، حتى لو كان في إطار برنامج نووي سلمي.
وتابع: "ليس من المستغرب أن يسود الصمت في الغرب إزاء التوسع الصارخ لترسانة الأسلحة النووية الوحيدة في منطقتنا، والموجودة بأيدي حليفهم"، في إشارة إلى إسرائيل.
وأكد الوزير الإيراني أن هذا الموقف الغربي، برأيه، يدمر أي مصداقية للدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة في نقاشات منع الانتشار النووي.
كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي نتائج لقائه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مؤكدًا أن الزيارة أسهمت في توضيح المواقف وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأشار عراقجي، الجمعة، إلى أنه نقل الرسالة الشفوية لرئيس الجمهورية مسعود بزشکیان إلى أمير قطر، ووصف اللقاء بأنه "مهم وذو تأثير كبير".
وأضاف أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية، و"خاصة سوء الفهم الذي نشأ بعد هجمات إيران على قاعدة العديد في قطر"، عقب هجوم الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/ حزيران الماضي أثناء الحرب بين طهران وتل أبيب.