فاز فيلم "صوت هند رجب" عن إحدى وقائع حرب غزة للمخرجة التونسية كوثر بن هنية بجائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية السينمائي اليوم السبت.
ويستند الفيلم إلى أحداث واقعية مؤلمة عن مقتل طفلة فلسطينية في الخامسة من عمرها خلال الحملة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وفاز فيلم "أب، أم، أخت، أخ" الكوميدي للمخرج الأمريكي جيم جارموش، والذي يتناول موضوعات الأسرة والشيخوخة، بجائزة الأسد الذهبي.
الفيلم يستند إلى تسجيلات صوتية حقيقية للطفلة الفلسطينية هند رجب، التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها، خلال مكالمتها مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني طلبًا للنجدة، قبل أن تُقتل بعد 12 يومًا داخل سيارة مثقوبة بالرصاص في غزة، برفقة خالها وزوجته وأطفالهما الثلاثة.
وقد وثّقت التسجيلات صمود الطفلة على الخط الهاتفي لأكثر من ثلاث ساعات في 29 يناير/كانون الثاني 2024، بينما كانت النيران الإسرائيلية تحاصر السيارة.
مدير المهرجان ألبرتو باربيرا كان قد توقّع في يوليو/تموز الماضي أن يترك الفيلم أثرًا عميقًا، وهو ما تحقق بالفعل؛ إذ تحوّل عرضه إلى لحظة إنسانية جامعة وضعت حرب غزة في قلب الموسترا.
اللافت أنّ حضور فلسطين لم يقتصر على الشاشة؛ فقد تزامن افتتاح المهرجان مع رسالة مفتوحة من مجموعة "البندقية من أجل فلسطين" وقّعها عشرة مخرجين إيطاليين، أدانوا فيها الحرب على غزة، كما شهدت شوارع ليدو تظاهرات ضخمة تضامنًا مع الفلسطينيين، فيما ارتدى فنانون شارات ورفعوا لافتات دعم على السجادة الحمراء.
ورغم كثافة النجوم العالميين في الدورة الحالية – من جورج كلوني وجوليا روبرتس إلى دواين جونسون وأماندا سيفريد – خطف "صوت هند رجب" الأضواء باعتباره شهادة سينمائية على المأساة الإنسانية في غزة، فيما تواصل 21 فيلمًا عالميًا التنافس على جوائز المهرجان، بينها أعمال لامعة مثل "ساحر الكرملين"، "بوغونيا"، و"فرانكشتاين" لغييرمو ديل تورو.
أسدل الستار مساء أمس على فعاليات الدورة 82 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي 2025، بحضور مجموعة كبيرة من أبرز النجوم وصناع السينما العالميين.
وافتتحت السهرة مقدمة الحفل إيمانويلا فانيلي، التي ألقت الضوء على الجوائز المرموقة لهذا العام، مؤكدة على أهمية الأسد الفخري في تكريم صناع السينما الذين ساهموا بشكل بارز في تطوير الفن السينمائي العالمي.
وجاء تكريم المخرجين البارزين في هذا العام: الألماني فيرنر هرتزوغ، الأمريكي غاس فان سانت، والفرنسي جوليان شنابل، تقديرًا لمسيرتهم الفنية الطويلة التي أسهمت في إثراء السينما العالمية بأعمال مبدعة ومؤثرة، وهو ما يعكس الدور الرائد لمهرجان فينيسيا في دعم صناع الأفلام.
شهدت الدورة الحالية عروضًا قوية ومميزة، جمعت بين نجوم عالميين مثل جورج كلوني، دواين جونسون، جوليا روبرتس، إيما ستون، غييرمو ديل تورو، باولو سورينتينو، جيم جارموش، وبارك تشان ووك، ما منح المهرجان مستوى فنيًا رفيعًا وجاذبية كبيرة للجمهور والنقاد على حد سواء.