أحداث خاصة

الصحة العالمية: جدري القرود يتراجع ولم يعد طارئًا عالميًا

الجمعة 05 سبتمبر 2025 - 09:56 م
خلود مجدي
الأمصار

أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الجمعة، أن مرض جدري القرود لم يعد يُصنَّف كحالة طوارئ صحية دولية، في خطوة تعكس تحسن الوضع الوبائي وتراجع معدلات الإصابة خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما في مناطق التفشي داخل القارة الأفريقية.

انتشار سلالة جديدة من جدري القرود

وكانت المنظمة قد رفعت حالة التأهب إلى أعلى مستوى في أغسطس من العام الماضي 2024، بعدما رُصد انتشار سلالة جديدة من جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وانتقالها إلى دول مجاورة مثل بوروندي وسيراليون وأوغندا، الأمر الذي أثار في حينه قلقًا عالميًا من احتمالية تفشٍ واسع للمرض خارج حدود القارة.

انخفاضًا ملحوظًا ومطردًا في عدد الإصابات

وأوضح جيبريسوس أن البيانات المجمعة من الدول الأكثر تأثرًا بالمرض أظهرت انخفاضًا ملحوظًا ومطردًا في عدد الإصابات الجديدة، مشيرًا إلى أن هذا التراجع يعكس فاعلية التدابير الصحية وجهود الاستجابة الدولية التي شاركت فيها حكومات ومنظمات إقليمية ودولية. ومع ذلك، شدد على أن المرض لا يزال يمثل تهديدًا للصحة العامة في بعض المناطق التي تعاني هشاشة في أنظمتها الصحية.

أعراض جدري القرود

ويُصنَّف جدري القرود كعدوى فيروسية يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر، وتتشابه أعراضه في بدايتها مع أعراض الإنفلونزا مثل الحمى وآلام العضلات، قبل أن يظهر طفح جلدي وآفات مليئة بالقيح على مختلف أنحاء الجسم. وغالبًا ما تكون الحالات خفيفة، إلا أنها قد تؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة. وتبقى الفئات الأكثر عرضة للخطر هي الأطفال، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون ضعفًا في جهاز المناعة، بما في ذلك المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

من جانبها، أكدت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية، والتي تعقد اجتماعاتها كل ثلاثة أشهر لتقييم الوضع الصحي العالمي، أن رفع حالة الطوارئ لا يعني انتهاء التهديد بشكل كامل. وقال البروفيسور ديمي أوجوينا، أحد أعضاء اللجنة: "بينما نعلن انتهاء حالة الطوارئ، يتعين علينا الحفاظ على حالة التأهب والاستمرار في الاستثمار بالاستجابة للمرض، خاصة في الدول الأكثر تضررًا في أفريقيا."

مواصلة التضامن مع القارة الأفريقية

ويأتي هذا الإعلان في وقت تواصل فيه منظمة الصحة العالمية جهودها لتعزيز أنظمة الرصد والاستجابة للأمراض الوبائية، مع التشديد على أهمية عدم التراجع عن الالتزامات المالية واللوجستية الموجهة لمكافحة جدري القرود. كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى مواصلة التضامن مع القارة الأفريقية التي ما زالت تواجه عبئًا متزايدًا من الأمراض المعدية، وتحتاج إلى دعم تقني وتمويلي مستمر.