أعلنت السلطات البرتغالية، اليوم الخميس، الحداد الوطني، بعد مقتل 17 شخصا على الأقل وإصابة 21 آخرين، بينهم ما لا يقل عن 11 أجنبيا، إثر خروج عربة قطار جبلي مائل عن مساره واصطدم بمبنى قرب شارع "أفينيدا دا ليبر دادي" في لشبونة، في حادثة وصفها رئيس بلدية العاصمة البرتغالي بأنها "مأساة غير مسبوقة".
وأضافت تقارير إعلامية محلية بأن أحد الكابلات التي تربط العربتين، اللتين تتسع كل منهما لنحو 40 راكبًا، قد انقطع مما تسبب في فقدان السيطرة على العربة الهابطة وانحرافها عند منعطف، بينما تعرضت العربة في أسفل الخط لاهتزاز عنيف، مما دفع بعض الركاب للقفز من النوافذ.
وأظهرت بعض اللقطات صور بثت بشكل متواصل على التلفزيون المحلي عددا كبيرا من عناصر الدفاع المدني والشرطة والطوارئ الطبية المنتشرين في وسط الشارع المنحدر حيث كانت العربة ملقاة، بعد أن سقطت على جانبها وتعرضت لأضرار بالغة.
ومن جانبها، كشفت شركة "كاريس" المشغلة للخط، ، أن جميع بروتوكولات الصيانة قد تمتثل لها، بما في ذلك الفحوصات اليومية والأسبوعية والشهرية، لكن رئيس اتحاد النقل "فيكترانس" مانويل ليال أشار إلى شكاوى سابقة من العمال حول مشكلات في توتر كابلات السحب التي تجعل الكبح صعبًا.
وأكدت السلطات البرتغالية، أنها لم تحدد هوية الضحايا أو جنسياتهم، لكنها أشارت أن من بينهم أجانب، بما في ذلك عائلة ألمانية مكونة من ثلاثة أفراد، إذ توفي الأب وأصيبت الأم بجروح خطيرة، بينما نجا طفلهما البالغ من العمر ثلاث سنوات بإصابات طفيفة.
وأفادت السلطات أنه تم إغلاق خطي الفونيكولار الآخرين في المدينة لإجراء فحوصات سلامة، فيما أعربت مواطنة برازيلية تقيم في لشبونة منذ 20 عامًا تدعي إليان شافيز عن حزنها العميق، نافية أن تكون الحادثة ناتجًا عن إهمال واصفة إياه بأنها حادثة مؤسفة.
ويعود تاريخ إنشاء قطار "غلوريا" إلى سنة 1885، من تصميم المهندس الفرنسي-البرتغالي راوول ميزنيي دو بونسار، وتمت كهربته ابتداء من 1915.
ويعد الترام الذي يتسع لنحو أربعين راكبا، وسيلة نقل شعبية لدى العديد من السياح الذين يزورون العاصمة البرتغالية، وينقل خط "غلوريا" نحو 3 ملايين راكب سنويًا، وهو جزء لا يتجزأ من تجربة السياحة في لشبونة، التي شهدت طفرة سياحية خلال العقد الماضي.